الخليج في أسبوع: بايدن ينهي قطيعته للسعودية وقطر والبحرين على طريق المصالحة

(9- 16 تموز/ يوليو 2022) 

اهتمت وسائل الإعلام العربية والدولية بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية ومشاركته في قمة جمعت دول الخليج ودولا عربية أخرى، فمع وصوله يوم الجمعة إلى مدينة جدة، أنهى الرئيس الأمريكي قطيعته لوليّ العهد الأمير محمد بن سلمان بشكل خاص، وللمملكة بشكل عام بعد أن تعهد سابقّا بجعلها “منبوذة”، وذلك على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في اسطنبول وقضايا حقوقية أخرى. وعلى ضوء الزيارة وبعد لقاء بايدن بالملك سلمان وولي العهد، وقّع الطرفان 18 اتفاقية ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة. وتعهد الرئيس الامريكي بأن واشنطن ستعمل على تعزيز أمن المملكة في وجه أي تهديدات، كما ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وبالحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية. وبهذا الصدد قال بايدن “بحثت مع المسؤولين السعوديين مسألة الطاقة والحاجة لمد الأسواق بما تحتاج وأتوقع خطوات عملية من الرياض”، مضيفًا “نسعى لتخفيض أسعار الطاقة وينبغي الانتظار أسبوعين لنرى هذا الانخفاض”. أيضًا قال بايدن إنه أجرى سلسلة من الاجتماعات وناقش الاحتياجات الدفاعية للسعودية، مؤكدا أن بلاده لن تترك فراغا في الشرق الأوسط لتشغله روسيا والصين. وأضاف “ناقشنا أهمية حرية الملاحة للجميع بما في ذلك إسرائيل”. وفي موضوع الحرب في اليمن، قال بايدن “تحدثنا بخصوص وقف إطلاق النار في اليمن الذي بدأ منذ 3 أشهر”، معلنًا أن السعودية وافقت على تعميق وتمديد وقف إطلاق النار.

هذا وشارك الرئيس الأمريكي في قمة جدة التي جمعت زعماء دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى رؤساء كل من مصر والعراق وملك الأردن. وفي كلمته، قال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أن “الأزمات والحروب في أي منطقة تؤثر على العالم بأسره، والحرب في ​أوكرانيا​ ساهمت في مفاقمة أزمة اقتصادية قد تؤدي لكوارث إنسانية”. وأعلن ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، أن “التدخل في شؤون دول المنطقة هو التحدي الأخطر”. ودعا أمام قمة جدة السبت إلى ضرورة “تكريس العلاقة الاستراتيجية بين الدول العربية وأميركا”، مشيرا إلى أن “الشرق الأوسط يعاني من ظروف سياسية وأمنية صعبة”. أما ولي عهد الكويت الشيخ مشعل أحمد الصباح فقال في كلمته أمام القمة، إن “علاقات تاريخية ومصالح استراتيجية تجمعنا مع واشنطن”. وذكر أن “الأوضاع في المنطقة تتطلب منا المزيد من التنسيق والتشاور”. هذا وصدر عن بيان القمة الختامي الالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية. 

من جهة أخرى، وفي تعليق لوزارة الخارجية السعودية عقب انتهاء القمة، كشف وزير الخارجية  فيصل بن فرحان أنّ “المحادثات مع إيران التي يستضيفها العراق إيجابية، لكنها لم تصل إلى هدفها”، مشدداً على أنّ “الحلول الدبلوماسية هي الطريق المفضل والوحيد للتعامل مع إيران”، وأنّ “يد المملكة لا تزال ممدودة إليها”. وأشار ابن فرحان إلى أنّ “مسألة إنتاج النفط لم تُناقَش على نحو خاص في قمة جدة”، مردفاً “منظومة “أوبك +” قائمة، وهي التي تعمل على متابعة احتياجات السوق بالصورة المطلوبة”.

هذا وشهدت القمة تقارباً بحرينيا قطرياً في صورة مشتركة جمعت عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ما اعتبر بداية لمصالحة بحرينية قطرية، سبق ذلك إعلان المنامة السماح لمواطنيها ومواطني دول الخليج التنقل بين كافة دول الخليج مستخدمين البطاقة الذكية ما يشير بطريقة غير مباشرة إلى رفع الحظر عن سفر البحرينيين إلى قطر والسماح للقطريين بدخول البحرين دون الحاجة لتأشيرة مسبقة.

إماراتيًا، يبدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات يوم الاثنين المقبل 18 يوليو/تموز الحالي زيارة لفرنسا، وذلك في أول زيارة خارجية للشيخ محمد بن زايد بعد توليه رئاسة البلاد. وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) إن رئيس الإمارات يبحث خلال الزيارة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون علاقات الصداقة وآفاق التعاون والعمل المشترك في مختلف الجوانب خاصة في مجالات طاقة المستقبل وتغير المناخ والتكنولوجيا المتقدمة، إضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات التعليم والثقافة والفضاء في ضوء الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تجمع دولة الإمارات وفرنسا. ويناقش الجانبان مجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفيما يخص العلاقات مع إيران، كشف المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش أن الإمارات تعمل على إرسال سفير إلى طهران في إطار سعيها لإعادة بناء الجسور مع إيران.  وشدد قرقاش على أن فكرة نهج المواجهة مع إيران لم تكن شيئًا تؤيده أبوظبي.  وأكد قرقاش قبل زيارة رئيس بلاده إلى باريس، أن الإمارات العربية المتحدة لن تكون جزءا من محور ضد إيران حتى لو كانت تصرفات طهران في المنطقة لا تساعد الجهود الدبلوماسية.

اقتصاديًا، ضاعفت السعودية كميات النفط التي تستوردها من روسيا، والتي تستخدمها لتغذية محطات الطاقة لتلبية الطلب المتزايد على استخدام أجهزة التبريد في الصيف في المملكة. وأظهرت بيانات “ريفينيتيف إيكون” للتتبع أن السعودية استوردت 647 ألف طن من النفط، ما يعادل حوالي 48 ألف برميل يوميا من النفط الروسي، تسلمتها عبر موانئ روسية وإستونية خلال أشهر إبريل حتى يونيو، وهي تشكل ضعف الكمية التي كانت قد استوردتها من النفط الروسي خلال الفترة ذاتها من 2021.

في سلطنة عمان، وقع المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن العماني، والدكتور باتريك جرايشن وزير الدولة بوزارة الاقتصاد وحماية المناخ، إعلان النوايا المشتركة للتعاون في مجال الطاقة.‬وذلك في إطار  الزيارة الرسمية  السلطان  هيثم بن طارق لألمانيا.

منشورات أخرى للكاتب