الخليج في أسبوع: السلطان هيثم في السعودية وتحضيرات الانتخابات في قطر على قدم وساق

طغت الأخبار السياسية على منطقة الخليج لهذا الأسبوع (10 يوليو/تموز- 16 تموز/يوليو 2021). أهم الأحداث تمثلت في التقارب السعودي – العُماني المتمثل بزيارة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد إلى السعودية، الزيارة تزامنت مع انتهاء تنفيذ طريق “الربع الخالي” الذي يتجاوز من خلاله البلَدان، الإمارات، التي كانت ممرًا إلزاميا لحركتي الأفراد والبضائع بيننهما.

اللافت أن زيارة سلطان عمان إلى السعودية جاءت في وقت تصاعدت فيه التوترات بين السعودية والإمارات؛ على خلفية عدة قضايا، أهمها الخلافات حول السياسة النفطية لتحالف “أوبك+”. وفي ضوء هذه التطورات، نفت وزارة الطاقة والبنية التحتية في الإمارات، الأربعاء، صحة ما نشرته وسائل إعلام عن التوصل إلى توافق بين الإمارات وتحالف منظمة “أوبك+” على تعديل سقفها الخاص بإنتاج النفط.

فيما يخص إنتخابات مجلس الشورى القطري، أعلنت وزارة الداخلية القطرية، في بيان لها، تشكيل اللجنة الإشرافية واللجان التنفيذية المعنية بانتخابات مجلس الشورى وتحديد اختصاصاتها.

سلطنة عمان

استضاف الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في مدينة نيوم السعودية، السلطان هيثم بن طارق في أول زيارة خارجية له، حيث تمّ إطلاق مجلس للتنسيق بين البلدين إضافة لتوقيع عدد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية تناغمًا مع رؤيتيّ السعودية 2030 ورؤية عمان 2040.

تقرير وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية اعتبر الزيارة مؤشرًا على تبدّل تحالفات المملكة في منطقة الخليج، لاسيما أن الرياض بدأت تتواصل مع دول تتمتع بعلاقات أوثق مع منافستها الإقليمية طهران، ومنها السلطنة. وفي تأكيد على أهمية الزيارة العمانية، تناولت “بلومبيرغ” المراسم الاحتفالية لاستقبال السلطان في المملكة، مشيرة إلى أن ناطحات السحاب في العاصمة السعودية الرياض أضيئت بلوني العلم العماني.

اللافت أن الزيارة جاءت في وقت تصاعدت فيه التوترات بين السعودية وحليفها الإقليمي الإمارات؛ على خلفية عدة قضايا، أهمها الخلافات حول السياسة النفطية لتحالف “أوبك+”.

والجدير بالذكر أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 10 مليارات ريال سعودي في 2020 مرتفعا بنحو الضعف منذ عام 2010 بحسب المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في عمان. أما أرقام الربع الأول من 2021 فسجلت ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 6% بالمقارنة مع نفس الفترة العام الماضي ليصل إلى 2.250 مليار ريال سعودي. تحتل السعودية المرتبة الثانية في قائمة مستوردي الصادرات العُمانية غير النفطية، وهي في المرتبة الرابعة من حيث إعادة التصدير، وفي المركز الخامس في قائمة الدول التي تستورد منها السلطنة، بحسب الجمعية الاقتصادية العمانية.

ولم تنحصر الزيارة في مناقشة الشؤون الاقتصادية، حيث أكد بيان مشترك بينهما على ضرورة الاستمرار في التعاون لدعم استقرار أسواق النفط، وقال إن جهود مجموعة “أوبك+” بقيادة السعودية ومشاركة عمان أدت إلى استقرار أسواق النفط. واتفق الجانبان على مواصلة الجهود لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية قائم على المبادرة الخليجية. وتعهدت السعودية وعمان بالتعامل الجدّي مع الملف النووي والصاروخي الإيراني بما يسهم في تحقيق الأمن الإقليمي.

إقليميا، أكدّ وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في مقابلة لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية أن بلاده لن تكون ثالث دولة خليجية تطبّع مع إسرائيل، وأضاف أن بلاده تؤمن بمبدأ تحقيق السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين، مؤكدا وقوف عُمان مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بالتزامن مع احترام القرارات السيادية للدول.

قطر

أعلنت وزارة الداخلية القطرية عن تشكيل اللجنة الإشرافية واللجان التنفيذية المعنية بانتخابات مجلس الشورى وتحديد اختصاصاتها، وذلك في إطار الاستعدادات لإجراء أول انتخابات لمجلس الشورى. ونص القرار على أن تشكل اللجنة الإشرافية برئاسة اللواء/ماجد إبراهيم الخليفي مدير إدارة الانتخابات بوزارة الداخلية والعميد/ سالم صقر المريخي مدير إدارة الشؤون القانونية بالوزارة نائبا للرئيس، وعضوية السادة رؤساء اللجان التنفيذية المنبثقة منها. وتختص اللجنة الإشرافية حسب القرار باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والمناسبة للاستعداد لانتخابات الشورى بما في ذلك الإشراف على حسن سير العملية الانتخابية وتوفير الاحتياجات اللازمة لمختلف أعمال اللجان التنفيذية المنبثقة عنها وهي (القانونية الأمنية، الفنية، الإعلامية، ولجنة الإمداد والتجهيز).

أما لجنة المتابعة القطرية-السعودية فعقدت اجتماعها الرابع، الإثنين، لمناقشة تطورات تطبيق بنود المصالحة التي اتفق عليها البلدان في “قمة العُلا”.

خدماتيًا، أعلنت وزارة المواصلات والاتصالات القطرية، الثلاثاء، عن موافقة مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) على إنشاء إقليم الدوحة لمعلومات الطيران وإقليم الدوحة للبحث والإنقاذ، في خطوة تساهم في توسيع المجال الجوي القطري. أيضاً، أبلغت (إيكاو) عزمها على الانسحاب من الترتيب الحالي الذي أُسندت بموجبه إلى البحرين مهمة تقديم خدمات الملاحة الجوية فوق أراضيها الخاضعة لسيادتها (الأراضي القطرية).

الإمارات

نفت وزارة الطاقة والبنية التحتية في الإمارات، الأربعاء، صحة ما نشرته وسائل إعلام عن التوصل إلى توافق بين الإمارات وتحالف منظمة أوبك+ على تعديل سقفها الخاص بإنتاج النفط. وأكدت وزارة الطاقة الإماراتية أن “المفاوضات البناءة لاتزال مستمرة بين الأطراف المسؤولة وأن الاتفاق مع المنظمة لم يتم حتى الآن”.

في سياق آخر، افتتحت الإمارات الأربعاء سفارة لها في مدينة تل أبيب في احتفال رسمي حضره الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ. وفي مراسم الافتتاح الرسمية قال سفير الإمارات في إسرائيل محمد آل خاجة “الإمارات وإسرائيل دولتان مبتكرتان ويمكننا تسخير هذا الإبداع في العمل من أجل مستقبل أكثر ازدهارا واستدامة لبلداننا ومنطقتنا”. أما الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، فوصف الافتتاح بـ “الخطوة المهمة للشرق الأوسط برمته”.

السعودية

توقّع “صندوق النقد الدولي” أن تستخدم السعودية فائض الإيرادات النفطية لإعادة بناء الاحتياطيات وليس لزيادة الإنفاق. وأوضح رئيس بعثة صندوق النقد الدولي للمملكة تيم كالن أنه في السابق كان التحدي في عملية تحقيق التوازن في موازنة السعودية هو أنه عند ارتفاع أسعار النفط يصعد الإنفاق، وعندما تهبط الأسعار كان يتعين اتخاذ قرارات صعبة، مشيرا إلى أنه من الصحيح تماماً الالتزام بالمسار المحدد للنفقات حتى إذا صعدت أسعار النفط.

في اليمن، بات “اتفاق الرياض” المُوقّع بين “المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي للإمارات، وحكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 مهددًا. فعلى مدى الأيام الماضية، ارتفع معدّل التوتّر السياسي والعسكري بين الطرفين إلى أعلى مستوياته، بالتوازي مع تصاعد الخلافات بين أبو ظبي والرياض. وفيما شدّدت المملكة الضغوط السياسية على “المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي للإمارات، منحت قوات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، وحزب “الإصلاح”، الضوء الأخضر للتوسّع في محافظة أبين، ليتمّ اقتحام مدينة لودر، السبت، بعشرات المدرّعات السعودية، بعد مواجهات استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة واستمرّت قرابة 48 ساعة.

البحرين

إشتكى وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، أن قطر لم تستجب لدعوتَين وجّهتهما البحرين لها من أجل أن تُرسل فريقاً لمعالجة أسباب الأزمة بين البلدين. وأضاف أن بيان «قمة العُلا» يشتملُ على عدد من الالتزامات، من بينها  اجتماعات ثنائية للتعامل مع الأسباب التي أدّت إلى الأزمة بين قطر، وكل دولة على حدة، على أن تجتمع اللجان الثنائية خلال أسبوعين من توقيع البيان.

الكويت

اقتصاديًا، طالب البنك الدولي الكويت بعدم الارتهان إلى نمو أصول صندوق احتياطي “الأجيال القادمة”، مشدداً على ضررورة استكمال البلاد الإصلاحات في المالية العامة. ونقلت صحيفة “الراي” الكويتية عن غسان الخوجة، ممثل مكتب البنك الدولي في الكويت، أن ما حققته الهيئة العامة للاستثمار من معدلات نمو صندوق الأجيال القادمة بنسبة 33% “يعكس مؤشرات إيجابية في ظل جائحة كورونا، وهو ما يعطي محفزاً للاقتصاد الكويتي. لكن هذا لا يعني ألا تكمل الكويت الإصلاحات في المالية العامة”، خاصة أن العوائد التي تحققت هذا العام “من الممكن ألا تتحقق بالنسبة نفسها العام المقبل”.

إنسانيَا، وصلت طائرة إغاثة كويتية يوم الخميس إلى مطار (العوينة) بتونس محملة بالمعدات والأجهزة الطبية في أول رحلة لجسر جوي من الكويت إلى تونس لتقديم الدعم والمساندة للشعب التونسي لمواجهة فيروس “كورونا”.

منشورات أخرى للكاتب