الخليج في أسبوع: إيران والسعودية تعودان إلى الحوار وكورونا يسجل أرقامًا قياسية في الخليج

(1 – 7 يناير/كانون الثاني 2022)
تسجّل التصريحات السعودية تجاه طهران في الآونة الأخيرة، تراجعاً واضحاً في حدّتها، فبعد الخطاب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في مجلس الشورى، الخميس الفائت، الذي دعا فيه إيران إلى تغيير سلوكها السلبي والتوجه نحو الحوار والتعاون مؤكّداً أنها دولة جارة، أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن أيادي العرب ممدودة إلى إيران، بشرط تجاوب الأخيرة. وأضاف فرحان “أكّدنا على تكثيف الجهود الرامية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل”. لكنه استدرك قائلاً: “لكنّنا أكّدنا أيضاً أن أيدينا كعرب ممدودة للأخوة في إيران في حال تجاوبوا مع معالجة هذه الهموم العربية المتعلّقة بأمن واستقرار المنطقة”.
في المقابل، وفي تصريحات لوزير الخارجية الإيراني، حسين عبد الأمير لهيان، لقناة الجزيرة، قال الوزير أن جوار إيران مع السعودية “إيجابي وبناء، ومستعدون لإعادة العلاقات في أي وقت”، مشيرًا إلى أنه “خلال أيام سيعود ممثلونا لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة السعودية، وهذه خطوة إيجابية”. وأوضح عبدالأمير أن “السعودية ترغب بالحوار بشأن ملفات إقليمية، لكنه حوار يركز على العلاقات الثنائية” مؤكدًا “أننا نؤمن بأهمية حوار إقليمي واسع، يشمل السعودية ومصر وتركيا، لحل مشاكل المنطقة”. كما أعلن السفير الإيراني لدي العراق إيرج مسجدي أن الجولة الخامسة من المحادثات بين إيران والسعودية سوف تعقد قريبا في العاصمة العراقية بغداد.
في ما يخص تطورات العلاقات التركية السعودية، أعرب الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن نيته في زيارة السعودية، الشهر المقبل، بعد سنوات من توتر العلاقات بين البلدين، ما أثّر على التبادل التجاري بينهما.
في الكويت، تحيط الشكوك بنوايا الحكومة استكمال النظر في ملف العفو، حيث كان من المفترض أن تنهي اللجنة المكلفة بالعفو الأميري النظر في باقي الدفعات قبل تشكيل الحكومة، بيد أنها أجّلت ذلك دون توضيح الأسباب. وخلال استئناف مجلس الأمة لجلساته العادية وجه عدد من النواب مطالب للحكومة بالتحرك لإنهاء هذا الملف.
في قطر، ألحق أعضاء الكونغرس الأميركي بميزانية الدفاع لعام 2022 مذكرة تدعو لتوطيد العلاقات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وقطر، كما ثمّنوا دور الدوحة في دعم مصالح واشنطن وأمنها القومي. وأشارت المذكرة إلى أن الولايات المتحدة وقطر تجمعهما شراكة إستراتيجية قوية ودائمة وتطلعية، تستند إلى تعاون طويل الأمد ومتبادل المنفعة، وذلك في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد.
البحرين بدورها، أعلنت تعيين أول سفير لها في سوريا منذ نحو عقد، في وقت تعمل دول خليجية على إعادة العلاقات مع دمشق بعد قطعها قبل نحو عشر سنوات. وقالت وكالة أنباء البحرين إنّ الملك حمد بن عيسى آل خليفة أصدر مرسوماً قضى بتعيين السفير وحيد مبارك سيار رئيساً للبعثة الدبلوماسية لمملكة البحرين لدى الجمهورية العربية السورية بلقب سفير فوق العادة مفوّض.
أخيرا، دعت سفارتا الإمارات والكويت في كازاخستان المواطنين إلى الابتعاد عن التجمعات ومغادرة البلاد بعد الأحداث المتسارعة في كازخستان وفرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، إثر أنباء عن وفيات خلال أعمال عنف على مدى الأيام الماضية.
صحّيًا، سجلت دول خليجية أرقامًا قياسية من حيث الإصابة بفايروس كورونا هذا الأسبوع. وذكرت وزارة الصحة السعودية، في بيان، أنه تم “تسجيل 3575 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا ليصبح الإجمالي 572225 حالة”، مشيرة إلى أنه تم “تسجيل حالتي وفاة ليرتفع الإجمالي إلى 8890 حالة”.
بدورها قالت وزارة الصحة الكويتية، أنه تم “تأكيد إصابة 2.246 حالة جديدة وهو أعلى تسجيل للإصابات اليومية، كما تم تأكيد إصابة وزير الصحة الكويتي بالفايروس. أيضًا، سجلت قطر يوم الخميس 2779 حالة جديدة، في أعلى حصيلة يومية منذ الإعلان عن ظهور المرض. في هذا الصدد، حدثت وزارة الصحة القطرية القوائم الخضراء والحمراء للدول حسب تصنيف خطورة جائحة فيروس كورونا، ضمن سياسة السفر والعودة. وأفادت الوزارة في بيان لها، الأربعاء، بأن التغييرات الجديدة في قوائم الدول ستدخل حيز التنفيذ ابتداء من الساعة 7 من مساء يوم السبت المقبل الموافق 8 يناير الجاري. وشملت القائمة الحمراء 57 دولة كان أبرزها: السعودية، والإمارات، وتركيا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، والأردن، ولبنان، والسودان. أيضًا، اشترطت سلطنة عمان في قرار جديد تلقي جرعتين على الأقل من اللقاحات المعتمدة المضادة لكوفيد-19 لغير العمانيين من عمر 18 عامًا فأعلى لدخول السلطنة.
كما أصدرت الإمارات قرارًا تمنع فيه مواطنيها من غير الملقحين من السفر.
اقتصاديًا، خفضت السعودية سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى آسيا لشهر شباط إلى علاوة 2.20 دولار للبرميل فوق متوسط سعر خامَي عمان ودبي. وفي عمان، أشارت توقعات حكومية، (الخميس) إلى انخفاض عجز ميزانية سلطنة عمان إلى 1.223 مليار ريال (3.18 مليارات دولار) خلال 2021، بأقل من الميزانية المعتمدة لنفس العام البالغة 2.24 مليار ريال (5.83 مليارات دولار) بنسبة تراجع 45 بالمئة. هذا وسجلت معظم البورصات الرئيسية في الخليج انخفاضاً، باستثناء بورصة قطر ومسقط، بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط الخام شديدة التأثير على اقتصادات المنطقة.
أخيرًا، شهدت دولة الإمارات الجمعة أول يوم دوام حكومي في تاريخ البلاد، ضمن نظام عمل أسبوعي جديد، يبدأ فيه موظفو القطاع الحكومي الاتحادي والحكومات المحلية، باستثناء الشارقة، مباشرة عملهم لمدة 4 ساعات ونصف، من الساعة 7.30 صباحا إلى 12:00 ظهرا، وفقا لتنفيذ تطبيق النظام الجديد للعمل الأسبوعي الذي أعلنته حكومة الإمارات، ودخل حيز التنفيذ مع بداية العام الجديد 2022، ليكون 4 أيام عمل، من الاثنين إلى الخميس، ونصف يوم عمل في يوم الجمعة، والعطلة الأسبوعية يومي السبت والأحد، يضاف لها الجمعة في الشارقة.

منشورات أخرى للكاتب