الخليج في أسبوع: الولايات المتحدة تسحب منظومة “باتريوت” من السعودية وقطر توسّع أدوارها في المنطقة

طغت سحب الولايات المتحدة أكثر منظوماتها الدفاعية تطوراً، وجميع بطاريات صواريخ “باتريوت” من المملكة العربية السعودية على المستجدات السياسية والاقتصادية في الخليج لهذا الأسبوع (10- 17 أيلول/ سبتمبر 2021). قبالة ذلك، تستمر قطر في فرض نفسها كلاعب مهم على الساحة الدبلوماسية إقليمياً وعالمياً، يتجلى ذلك في الدور الذي تقوم به في ملف أفغانستان والذي كان آخره وصف حكومة “طالبان”، اتفاق الدوحة للسلام” بالإنجاز التاريخي لكابول. كذلك سعيها للعب دور في الملف الليبي، وهو ما برز خلال زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي للدوحة هذا الأسبوع. يتزامن كل هذا، مع أول ” تجربة ديمقراطية” تخوضها البلاد لانتخابات مجلس الشورى والذي بدأت فيها مهلة الحملات الانتخابية للمرشحين يوم الأربعاء.
إماراتيًا، اعترف ثلاثة عملاء سابقين في المخابرات الأمريكية بانتهاك قوانين الولايات المتحدة من خلال تنفيذ عمليات قرصنة إلكترونية لصالح دولة الإمارات. أما اقتصاديًا، فتسعى الامارات إلى إقامة علاقات اقتصادية مع إسرائيل بقيمة تريليون دولار خلال العقد المقبل بهدف تعزيز العلاقات القائمة.

قطر
ضمن تحركاتها الدبلوماسية المكثفة مؤخرًا، التقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس وزراء حكومة “طالبان” الملا محمد حسن أخوند، وأكد الطرفان على ضرورة تطبيق بنود اتفاق الدوحة للسلام الذي وصفته حكومة “طالبان” بالإنجاز التاريخي لأفغانستان. كما التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم الأربعاء، رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي حيث بحثا التطورات في ليبيا وأبرز الملفات الاقليمية.
فيما يخص العلاقة مع مصر، عقدت لجنة المتابعة القطرية المصرية إجتماعها السابع المنبثق عن “بيان العلا”، ونتج عنه توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين لتعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات المختصة، حيث وقعت الشركة القطرية للخدمات البريدية مع الهيئة القومية للبريد المصرية، اتفاقية وبروتوكولا في مجال التعاون البريدي. كما وقعت هيئة الطيران المدني مذكرة تفاهم في مجال النقل الجوي.
داخليًا، بدأت الحملات الانتخابية في قطر الأربعاء تمهيدا لأول انتخابات لمجلس الشورى المرتقبة الشهر المقبل. وبحسب وزارة الداخلية القطرية، ستستمر الفترة المخصصة للدعاية لأسبوعين، وذلك بعد نشر اللائحة النهائية للمرشحين الذين يبلغ عددهم 294 ويتنافسون على 30 مقعداً في مجلس الشورى.

السعودية
عسكريًا، سحبت الولايات المتحدة أكثر منظوماتها الدفاعية تطوراً، وجميع بطاريات صواريخ “باتريوت” من السعودية على امتداد الأسابيع الماضية، وفق ما كشف تحليل لصور الأقمار الصناعية أجرته وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية. في المقابل، أعلنت رئاسة الأركان اليونانية أن فريقاً من قواتها المسلّحة توجّه إلى السعودية، لتسليم بطاريات دفاع جوي موجهة تُستخدم في نفس المنظومة الصاروخية. كم وافق مجلس الوزراء السعودي، برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، على إنشاء “الهيئة العامة للتطوير الدّفاعي” بهدف تطوير مجالات الأنظمة الدفاعية.
في الملف اليمني، أعربت السعودية عن رفضها لتقرير فريق الخبراء الإقليميين والدوليين حول اليمن، الذي اتّهم جميع أطراف النزاع في هذا البلد بـ”انتهاك حقوق الإنسان”، متّهمةً الفريق بإصدار تقارير “مسيّسة وغير حيادية”. جاء ذلك عقب صدور التقرير السنوي الرابع حول اليمن، في 8 أيلول/ سبتمبر، عن فريق الأمم المتحدة الذي أعلن فيه وجود “أسباب معقولة تدعو إلى الاعتقاد بأن حكومات اليمن والسعودية والإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي، وسلطات الأمر الواقع مسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن” .كما أشار إلى أنه وجد مرة أخرى أن المنخرطين، ارتكبوا أفعالاً “قد ترتقي إلى مستوى جرائم حرب”.
اقتصادياً، أعلن مسؤول تنفيذي كبير أن بنك ستاندرد تشارترد يتطلع لتعيين مصرفيين للتركيز على التمويل المستدام وتمويل المشروعات وأسواق المال في السعودية، ومتوقعا أن تصبح السوق السعودية في صدارة أنشطته بالمنطقة في السنوات المقبلة.
الإمارات
خلال جولته الأوروبية، إلتقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وأكد الجانبان، في بيان مشترك، عزمهما القوي على التغلب على التحديات الإقليمية وتعزيز تعاونهما في مجالي الأمن والدفاع .كما شكر رئيس الجمهورية الفرنسية الإمارات على دعمها في عمليات الإجلاء والمساعدات الإنسانية في أفغانستان. واستكملت الجولة بزيارة بريطانيا حيث أُعلن عن عزم الإمارات ضخ 10 مليارات جنيه إسترليني (13.8 مليار دولار) في الاقتصاد البريطاني خلال السنوات الخمس المقبلة، في إطار سعي الدولة الخليجية لتنويع استثماراتها غير النفطية. وقال الشيخ محمد بن زايد، في حسابه عبر تويتر، أن لقائه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون شهد توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مختلف المجالات.
اقتصاديًا، أعلن وزير الاقتصاد الإماراتي عبد الله بن طوق، أن بلاده تسعى إلى إقامة علاقات اقتصادية مع إسرائيل بقيمة تريليون دولار، خلال العقد المقبل. جاء ذلك خلال كلمة للوزير الإماراتي في فعالية افتراضية تتزامن مع مرور عام على توقيع اتفاقية تطبيع العلاقات بين بلاده وإسرائيل. وتوقع أيضًا أن استضافة بلاده لـ”إكسبو 2020″، مطلع الشهر المقبل، تمثّل فرصة لإعطاء دفعة كبيرة للعلاقات الإماراتية – الإسرائيلية، وجذب أعداد أكبر من رجال الأعمال والشركات من إسرائيل لعرض منتجاتها.
أمنيًا، اعترف ثلاثة عملاء سابقين في المخابرات الأمريكية بانتهاك قوانين الولايات المتحدة، من خلال تنفيذ عمليات قرصنة إلكترونية لصالح دولة الإمارات، حيث عمل الجواسيس في شركة لم يُحدد اسمها، مقرها الإمارات، وتشير مزاعم إلى أنهم اخترقوا خوادم وأجهزة كمبيوتر وهواتف عبر العالم.

الكويت
نقلت صحيفة “القبس” عن مصادر مسؤولة أن وزارة المالية وصلت إلى اتفاق مع جهاز حماية المنافسة لخفض رواتب العاملين في الجهاز بنسبة ما بين %30ــــ%50، وذلك في إطار خطط التقشف وتقليص المصاريف. ومن المتوقع ألا يقف تقليص الإنفاق عند حد معين، بل سيكون هناك توسع في خفض بنود إضافية مثل الأعمال الممتازة للموظفين الحكوميين وغيرها. صحيًا، أكد وزير الصحة الكويتي باسل الصباح، أن عملية التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد في البلاد، وصلت إلى المناعة المجتمعية المستهدفة، حيث وصلت نسبة التطعيم إلى 70% للمطعمين بجرعتين.

سلطنة عمان
طغت الأخبار الاقتصادية على السلطنة، حيث شهدت سفارة عمان بالقاهرة توقيع برتوكول اتفاقية تعاون بين شركات عمانية ومصرية في عده مجالات أبرزها السياحة وإدارة المنتجعات والفنادق والري ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، وذلك في اطار الجهود التي تبذلها لدعم التعاون بين السلطنة ومصر في الاستثمار المتبادل.
كما وأشاد صندوق النقد الدولي، بالإجراءات التي اتخذتها سلطنة عمان لاحتواء آثار جائحة فيروس كورونا وقدرتها على تعزيز بيئة الأعمال ودعم القطاعات الاقتصادية المتضررة، ومن بينها إطلاق “خطة التحفيز الاقتصادي” و”مبادرات الحماية الاجتماعية”. كما أشاد الصندوق بقيام البنك المركزي العُماني بتيسير الأوضاع النقدية عن طريق خفض أسعار الفائدة وعمليات ضخ السيولة وتأجيل سداد القروض. وتوقع صندق النقد الدولي أن ينخفض العجز المالي في سلطنة عمان من 19.3% المسجل العام الماضي إلى 2.4% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، وأن تتحول البلاد لتحقيق فائض في العام المقبل.

البحرين
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي ، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتناولت المباحثات ملفات الساحة الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بتطورات الأزمة الليبية، والأوضاع في أفغانستان. أما وزير الخارجية البحريني، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، فأكد أن الحفاظ على مجلس التعاون كيانا راسخا وثابتا يتطلب الالتزام بما صدر عن قمة العلا وذلك خلال كلمته في اجتماع الدورة الـ149 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي.
داخليًا، أفرجت البحرين بشروط عن 30 سجينا، تعتبرهم منظمات حقوقية، معتقلين سياسيين، بموجب قواعد جديدة تسمح بالمراقبة الإلكترونية والاحتجاز المنزلي وردًّا على ذلك، رفض قائد حركة “حق”، حسن مشيمع، شروط الإفراج عنه، واصفا إياها بـ”المذلة.

منشورات أخرى للكاتب