الخليج في أسبوع : محمد بن سلمان يرى إسرائيل حليفًا محتملًا والأزمة الأوكرانية ترفع إيرادات دول الخليج من النفط

(27 فبراير – 4 مارس 2022)
في مقابلة مع مجلة أتلانتك الأميركية، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، أن مجلس التعاون الخليجي جسم واحد ودولة واحدة تواجه نفس المخاطر والتحديات والفرص، واصفًا الخلاف السابق مع قطر بأنه “شجار بين أفراد العائلة” وأن أمير قطر “شخص رائع”.
وحول الملف الإيراني، أشار ولي عهد السعودية إلى أن المملكة وإيران جارتان لا يمكن لاحداهما التخلص من الأخرى، لذا فإن الحل يكمن بالتعايش. كما رأى أن أي اتفاق نووي ضعيف سيؤدي لنفس نتيجة امتلاك قنبلة نووية وهو ما لا ترغب به السعودية والعالم.
وفيما يخص علاقته مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، استخدم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لغة غير معتادة، مبديًا عدم اهتمامه بأي سوء فهم قد يكون موجودًا بينهما، معلنا أن بلاده قد تختار تقليص استثماراتها في الولايات المتحدة. وردًّا على سؤال عما إذا كانت بلاده ستحذو حذو دول عربية أخرى أقامت خلال السنتين الماضيتين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، قال “إننا لا ننظر الى إسرائيل كعدو، بل ننظر لهم كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معًا، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك”، من دون أن يوضح ما هي هذه القضايا.
هذا واستعرض بن سلمان أيضًا تطورات الحرب في أوكرانيا عبر اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس زيلينسكي، مبديًا استعداد السعودية لبذل الجهود للوساطة بين كل الجهات لحل الأزمة الأوكرانية. وأشار إلى أن “السعودية ومن منطلق اعتبارات إنسانية، ستمدد تأشيرات الزائرين والسياح والمقيمين الأوكرانيين، في السعودية، التي ستنتهي خلال هذه الفترة لثلاثة أشهر قابلة للتمديد.
من جانبه، قال السفير الإماراتي في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة أن العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة تمرّ بمرحلة “اختبار القدرة على تحمّل الإجهاد”، وذلك بعد سلسلة تباينات في المواقف بين الحليفتين آخرها حيال الغزو الروسي لأوكرانيا بعد أن تجنّبت غالبية دول مجلس التعاون الخليجي الست، وخصوصا السعودية والإمارات، إدانة موسكو بشكل مباشر، داعية إلى حل سلمي. وقال العتيبة خلال مؤتمر حول صناعة الدفاع والتكنولوجيا والأمن في أبوظبي “علاقتنا مع الولايات المتحدة مثل أي علاقة أخرى. في أيام تكون علاقة صحية، وفي أيام تكون محل تساؤل”.
بدورها، قالت الخارجية القطرية إن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أكد لنظيره الأوكراني ضرورة ضمان سلامة المدنيين واعتبار ذلك أولوية قصوى في التعامل مع الأزمة، كما دعا الشيخ محمد بن عبد الرحمن إلى تجنب تفاقم الأزمة الإنسانية، وهو ما يتطلب تضافر الجهود بشكل عاجل للوصول إلى حل سلمي.
اقتصاديًا، وفي سياق متصل بالأزمة الاوكرانية، سجلت أسواق الأسهم الخليجية ارتفاعاً جماعياً مع اقتراب أسعار النفط الخام من 120 دولاراً للبرميل. فزاد مؤشر السوق السعودية بنسبة 0.8% إلى 12756.3 نقطة، وارتفع مؤشر بورصة دبي بنسبة 0.41% إلى 3482 نقطة، وسجل مؤشر بورصة قطر ارتفاعاً بنسبة 0.24% إلى 13463 نقطة، وصعد المؤشر الأول في سوق الكويت بنسبة 0.84% إلى 8599.4 نقطة، وسجل مؤشر بورصة مسقط ارتفاعًا بنسبة 1.88% إلى 4134 نقطة، ووزاد مؤشر البحرين بنسبة 0.34% إلى 1976.3 نقطة. هذا وتواصل دول الخليج، الغنية بموارد الطاقة، مقاومة الضغوط الغربية والدعوات للعمل على الحد من ارتفاع أسعار النفط الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، سعيًا لحماية مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، ورغبة في تحقيق أرباح كبيرة جراء ارتفاع الأسعار سيجنبها الوقوع في عجز في ميزانيتها في عام 2022.
من جانب آخر، وقعت البحرين ستة اتفاقات مع الولايات المتحدة في قطاعات الصناعة والخدمات اللوجستية وعلوم الفضاء وتكنولوجيا المعلومات وذلك خلال زيارة ولي العهد لواشنطن. ضمت الاتفاقيات شراكة بين هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية بالبحرين وشركة مايكروسوفت، واتفاقية أخرى مع شركة سيسكو بخصوص البنية التحتية لشبكة البيانات الحكومية.
أخيرًا، أعلنت الإمارات العربية المتحدة أن المؤشرات الإيجابية تؤكد دخول الدولة في مرحلة التعافي من جائحة كوفيد-19 وذلك نتيجة انخفاض أعداد الإصابات والسيطرة على الوباء، مشيرة إلى تحقيق نتائج إيجابية ومعدلات سريعة وقياسية في التعافي والنمو والعبور الآمن والمستقر إلى مرحلة ما بعد كوفيد-19.

منشورات أخرى للكاتب