الخليج في أسبوع: قطر والإمارات نحو التصالح والسعودية تخطو بثبات في عالم التقنية

تنوعت الأخبار في الخليج لهذا الأسبوع (20- 27 أغسطس/آب 2021) بين سياسية واقتصادية. سياسياً، وفي ملف العلاقات القطرية الإماراتية، تصدر الأسبوع استقبال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الخميس، وفداً برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الإماراتي. العلاقات القطرية السعودية أيضاً شهدت طور تحسن جديد بعد توقيع الدوحة والرياض بروتوكولاً لإنشاء مجلس تنسيق سعودي قطري، تلا ذلك من تسليم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رسالة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من أمير قطر.  في المشهد اليمني عادت سلطنة عمان إلى اواجهة حيث تجري مناقشات موسعة حول مسودة إتفاق لإنهاء الحرب في اليمن تتكون من 21 بنداً من إعداد الخارجية الأمريكية والمبعوث الأممي الجديد لليمن.

في ملف التسلح، وقعت كل من السعودية وروسيا اتفاقية للتعاون العسكري، كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استعدادها لنقل وتوطين إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الإمارات. أما قطر فتسلمت الدفعة الأولى من الجيل الجديد لطائرات “إف-15 المقاتلة التي أنتجتها الولايات المتحدة وشركة بوينغ بشراكة قطرية.

اقتصادياً، شهدت العاصمة السعودية الرياض إطلاق فعاليةLaunch” التي تعد أكبر حدث تقني على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بمشاركة 10 شركات من عمالقة التكنولوجيا في العالم. وتم الكشف عن تصنيع أول رقائق ذكية داخل المملكة بأيدٍ وعقول سعودية ستستخدم في تطبيقات عسكرية وتجارية ومدنية، فضلاً عن عدة مبادرات لها علاقة بتطوير تقنيات الذكاء الإصطناعي. أيضًا، أعلنت وزارة المالية البحرينية، أن نتائج صندوق احتياطي الأجيال القادمة عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020 سجلت أرباحا ودخلا شاملا آخر بقيمة 43.9 مليون دولار، مع تحقيق عائد سنوي على متوسط الاستثمارات بنسبة %6.83.

فيما يخص ملف التجسس، وبعد السعودية والإمارات، انضمّت البحرين إلى قائمة الدول التي استخدمت برنامج «بيغاسوس» للسايبر الهجومي الذي طوّرته شركة «إن أس أو غروب» الإسرائيلية، حسبما كشف اليوم معهد «ساتيزين لاب» الكندي بالشراكة مع منظمة الخط الأحمر للخليج.

السعودية

شهدت الرياض إطلاق فعالية Launch” ” أكبر حدث تقني على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمشاركة 10 شركات من عمالقة التكنولوجيا في العالم. وكشف وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عن تصنيع أول رقائق ذكية داخل المملكة بأيدٍ وعقول سعودية ستستخدم في تطبيقات عسكرية وتجارية ومدنية .الوزير السعودي أوضح أن هذه الرقائق الذكية لديها قوة معالجية بأكثر من 60 ألف ضعف من تلك المستخدمة في رحلة الإنسان للقمر، وفي الهواتف الذكية وما تستخدمه الشركات العملاقة، مثل أبل وغوغل ومايكروسوفت وأمازون التي تمثل 60% من القوة الضاربة الابتكارية والقيمة الاسمية لأكبر 10 شركات تكنولوجية عملاقة في العالم.

وفي هذا السياق، قال عبدالله بن شرف الغامدي، رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، إن أكاديمية “سدايا” تهدف إلى تدريب وتأهيل 25 ألف متخصص وخبير في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي. وأوضح أن الهدف يتمثل في أن يصبحوا مؤهلين لتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ومن بينها إنشاء 400 شركة ناشئة في الذكاء الاصطناعي والمساهمة في جلب استثمارات خلال السنوات العشر القادمة تقدر بـ80 مليار ريال.

أيضًا، أطلقت السعودية مبادرة بميزانية تبلغ حوالي 2.5 مليار ريال (666.7 مليون دولار) لتطوير قطاع تقنية المعلومات. وتتضمن المبادرة ضمانات مالية للشركات الصغيرة والمتوسطة، تصل إلى 90 بالمئة من قيمة التمويل، أو ما يصل إلى 15 مليون ريال، وتهدف إلى مساعدة الشركات في تنفيذ مشاريعها وتغطية خطط التوسع.

هذا وبدأت السعودية أعمال المسح الجيوفيزيائي في منطقة الدرع العربي باستخدام أولى طائرات المسح الجيوفيزيائي بدعم من هيئة المساحة الجيولوجية في المملكة، وبحسب المعلومات المتوفرة قبل المسح الحالي يظهر وجود مخزونات معادن تقدر بحوالي 5 تريليونات ريال في المملكة.

في المجال العسكري، وقع ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي، والأمير خالد بن سلمان آل سعود نائب وزير الدفاع السعودي، اتفاقية للتعاون العسكري بين حكومتي روسيا والسعودية، خلال المنتدى العسكري التقني الدولي “آرميا 2021”. والجدير بالذكر أن السعودية احتلت المرتبة الأولى للدول الأعلى استيرادًا للأسلحة في العالم وبلغت نسبة واردات الأسلحة للسعودية من الحصة العالمية 11% ما بين 2016 و2020.

على صعيد آخر، أعلنت السعودية وقطر (الأربعاء) توقيع بروتوكول لإنشاء مجلس التنسيق السعودي القطري، في مدينة نيوم. وأوضحت  وكالتا “واس” و”قنا” أن مجلس التنسيق السعودي القطري يعد إطارا شاملا لتعزيز العلاقات الثنائية وللدفع “بالشراكة بينهما إلى آفاق أرحب وفق رؤية المملكة 2030 ورؤية دولة قطر 2030 وبما يلبي تطلعات البلدين ويحقق مصالح شعبيهما الشقيقين”.

الكويت

سياسياً، وفي زيارة رسمية لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الكويت، أكد الأخير أن الزيارة تأتي ضمن مساعي الحكومة لتعزيز التعاون والعلاقات الثنائية مع مختلف الدول. وبحث الطرفان العديد من الملفات الاقتصادية، والسياسية، والطاقة، والاستثمار، وغيرها من الملفات، خصوصًا تلك التي ما زالت عالقة مثل الحدود البحرية والتعويضات. وفي تصريحات لصحيفة الراي الكويتية، شدد الكاظمي على أن التباحث مع القيادة السياسية في الكويت في هذه الظروف ضروري لرسم خريطة طريق إقليمية تحدد بوضوح المتغيرات في المنطقة وسبل التعامل معها، مشيرًا إلى أن الكويت تمتلك رؤية حكيمة في السياسات الخارجية مرتكزة على إرث طويل من التجارب والمبادرات الخيرة التي تكللت بالنجاح. وأكد أن الكويت المستقرة الآمنة المرتاحة اقتصاديًّا مصلحة عراقية، والعراق المستقر الآمن المرتاح اقتصاديًّا مصلحة كويتية. وتأتي زيارة الكاظمي للكويت قبل أيام من انعقاد مؤتمر دول الجوار الإقليمي في بغداد الذي يناقش مسائل الأمن والاقتصاد والتنمية والبيئة والتعاون والشراكات.

فيما يخص الملف الأفغاني، أعلنت الكويت موافقتها على عبور خمسة آلاف أفغاني ممن سيتم إجلاؤهم في طريقهم إلى الولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان، إن أمير البلاد، نواف الاحمد الجابر الصباح، وافق على عبور خمسة آلاف أفغاني “تقديراً للعلاقات الاستراتيجية بين دولة الكويت والولايات المتحدة الأميركية وتعزيزاً للتعاون القائم بينهما”.

اقتصاديًا، قالت مجلة “ميد” أن الجهات الحكومية في الكويت بصدد بدء أولى خطوات الإصلاح المالي، وذلك من خلال تخفيض مصروفاتها بنسبة 10%، بعد أن سجلت الكويت أكبر عجز في تاريخ موازنتها خلال العام المالي 2020-2021، والذي بلغ نحو 10.8 مليار دينار. وكان مجلس الوزراء أصدر تعليماته للوزارات والهيئات الحكومية بخفض الإنفاق 10% على الأقل، في ظل ارتفاع العجز بنسبة 174.8% بالعام المالي الماضي.

صحيًا، أعلن وزير الصحة الكويتي الدكتور باسل حمود الصباح أن نسبة التطعيم في الكويت بلغت رسمياً 70 بالمئة،  بعد نجاح الحملة بتطعيم أكثر من 2.6 مليون مواطن ومقيم.

سلطنة عمان

نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، عن عبد الستار الشميري، رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن، إنه يجري حاليًا في سلطنة عمان نقاش موسع حول مسودة اتفاق لإنهاء الحرب في اليمن، وتتكون المسودة من 21 بندا من إعداد الخارجية الأمريكية والمبعوث الأممي الجديد لليمن.

وأشار الشميري  إلى أن بنود الاتفاق المتوقع تتمثل في وقف إطلاق النار، ثم متابعة إلغاء القرار 2216، تمهيدا لتطبيع الوضع، يلي ذلك إنشاء مجلس رئاسي من خمسة أعضاء، اثنين من الشمال واثنين من الجنوب ورئيس مجلس توافقي لفترة انتقالية من خمس سنوات، واعتماد الكونفدرالية خطاً عريضاً في الحل السياسي الشامل. كما شملت بنود الاتفاق اعتماد شكل حكم كامل الصلاحيات، أشبه بالحكم الذاتي في الأقاليم. كما نصت مسودة الاتفاق على بقاء سلاح كل إقليم لذاته وفق اتفاقية سلام وعدم تحرك القوات وإعادة الانتشار، علاوة على إنشاء مجلس إعمار اليمن والعدالة التصالحية، ودفع تعويضات تقدر بـ100 مليار دولار، على أن تتحمل دول الخليج نصف تكاليف الإعمار لمدة خمسة أعوام، وهذا بدوره يتطلب منع السلاح الثقيل والصواريخ والتسليح النوعي عن اليمن، على أن تستمر تلك الأوضاع لمرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات. بالإضافة إلى بنود أخرى.

صحياً، قررت السلطنة إلغاء قيود الحجر الصحي على القادمين إليها من جميع المنافذ اعتبارا من الأول من شهر سبتمبر المقبل. كما أعلن وزير الصحة العماني، أحمد السعيدي (الخميس) أن السلطنة تبحث إلغاء فحص كورونا للتنقل بين دول مجلس التعاون لمن أخذ جرعتي لقاح. ووفقا لوكالة الانباء العمانية هناك اجتماع قريب بشأن إعفاء أبناء مجلس التعاون الخليجي من فحص البلمرة لمن تلقوا جرعتين من التطعيمات المعتمدة في هذه الدول، على أن تكون الفترة الزمنية لآخر الجرعة الثانية قد تجاوزت أسبوعين.

قطر

أصدر أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مرسومًا حدد بموجبه موعد انتخاب أعضاء مجلس الشورى في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول المقبل. ونص المرسوم على دعوة المواطنين القطريين المقيدة أسماؤهم في جداول الناخبين في جميع الدوائر الانتخابية، للإدلاء بأصواتهم في انتخاب أعضاء مجلس الشورى.

على صعيد آخر، استقبل الشيخ تميم (الخميس) وفداً برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني. وبحث الجانبان خلال اللقاء، العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والمشاريع الاستثمارية الحيوية التي تخدم عملية البناء والتنمية والتقدم وتحقق المصالح المشتركة للبلدين.

من جهة أخرى، سلم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رسالة من أمير قطر بعد أن استقبله بن سلمان في قصره بمدينة نيوم.

فيما يخص عمليات الإجلاء في أفغانستان، أعلنت قطر تسهيل إجلاء ونقل أكثر من 40 ألف شخص من العاصمة الأفغانية كابول إلى الأراضي القطرية بالتنسيق مع الدول المعنية والأطراف المتواجدة في أفغانستان حلّ معظمهم كضيوف في قطر لبضعة أيام قبل أن يكملوا طريقهم إلى وجهاتهم النهائية. وأكدت وزارة الخارجية، في بيان صحافي أوردته وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن جهود الإجلاء ستتواصل في الأيام المقبلة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين.

عسكريًا، تسلمت قطر الدفعة الأولى من الجيل الجديد لطائرات “إف-15” المقاتلة التي أنتجتها الولايات وشركة “بوينج” بشراكة قطرية. وكانت قطر وقعت مع واشنطن وشركة بوينغ اتفاقية في عام 2017 لشراء ما لا يقل عن 30 مقاتلة من هذا الطراز مزودة بأحدث الوسائل التقنية.

البحرين

كشف معهد “ساتيزين لاب” الكندي بالتعاون مع منظمة الخط الأحمر للخليج، أن البحرين استخدمت برنامج “بيغاسوس”  من أجل التجسس على تسعة ناشطين في مجال حقوق الإنسان، وأن قسم من هؤلاء جرت عملية التجسس عليهم بينما كانوا في أوروبا .وذكر المعهد أسماء بعض الناشطين، بينما ذكر اسماء المنظمات التي ينتمي إليها نشطاء آخرون .ومن بين المنظمات التي هوجمت، جمعية “وعد” ومركز البحرين لحقوق الإنسان وجمعية الوفاق.

اقتصادياً، ارتفعت قيمة المناقصات الحكومية التي أصدرتها مملكة البحرين في النصف الأول من عام 2021 بنسبة 60% مقارنة بالنصف الأول من عام 2020 مع تقدم المملكة في تنفيذ عدد من المشاريع، بما في ذلك البنية التحتية والمواصلات والأعمال الإنشائية. وأرست البحرين عطاءات بقيمة 3.4 مليار دولار في النصف الأول من العام، بما في ذلك 762 عقدًا لمشاريع غير نفطية بقيمة 1.6 مليار دولار وذلك وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن مجلس المناقصات.

على صعيد آخر، أعلنت وزارة المالية البحرينية، أن نتائج صندوق احتياطي الأجيال القادمة عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020 سجلت أرباحا ودخلا شاملا آخر بقيمة 43.9 مليون دولار، مع تحقيق عائد سنوي على متوسط الاستثمارات بنسبة %6.83. وأشارت الوزارة إلى تسجيل إجمالي أصول تحت الإدارة بقيمة 520.9 مليون دولار أميركي.

الإمارات

عسكريًا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عبر نائب وزير الدفاع ألكسندر فومين استعدادها لنقل إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الإمارات، وذلك خلال محادثات مع نظيره الإماراتي الجابري مبارك سعيد، وقال فومين إن روسيا مستعدة لتوطين إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية في الإمارات. ووفقا له، فإن روسيا والإمارات تعملان على تطوير العلاقات “في جميع الاتجاهات الممكنة، السياسية في المقام الأول، والتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والثقافة وغيرها من المجالات”.

أيضًا، أعلنت شركة “إسرائيل لصناعات الفضاء”، أنها وقعت اتفاقا مع شركة “الاتحاد الهندسية” لتأسيس مصنع لتحويل طائرات الركاب إلى طائرات شحن من طراز بوينغ “777-3000 إي آر” في أبوظبي. وتهدف المنشأة الجديدة، التي ستعمل كمركز صيانة للشركة في أبوظبي، إلى تلبية الطلب المتنامي على طائرات الشحن الكبيرة.

فيما يخص عمليات الإجلاء في أفغانستان، أعلنت الإمارات، أنها تستضيف 8500 أفغاني بشكل مؤقت في مدينة “الإمارات الإنسانية”. وقالت الخارجية الإماراتية إنها منحت 215 ترخيص هبوط لهيئات دبلوماسية لاستخدام مطارات الدولة في عمليات الإجلاء من كابول.

منشورات أخرى للكاتب