أكد سايمون مابون المحاضر في العلاقات الدولية في جامعة لانكستر أن الإستراتيجيات التي اعتمدتها الدول العربية في التصدي لما عرف بـ “الربيع العربي” جعلت التنبؤ بنشوء ديموقراطيات جديدة في المنطقة أمراً صعباً. خصوصاً في ضوء في وصفها بـ “الإستراتيجيات التي تم توظيفها في ظل تهميش متعمد لإرادة الشعوب والمجتمعات المحلية وحظر الأحزاب السياسية”. مشيراً إلى أن قيم الديمقراطية والمشاركة السياسية تبدو بعيدة المنال.
واعتبر سايمون في حديث إلى البيت الخليجي للدراسات والنشر، أن الصراع السعودي الإيراني بات “خارجاً عن السيطرة”، وأن البلدين استغلا أزمات العام 2011 لتعزيز مناطق نفوذهما، وحملهما “مسؤولية تدمير سوريا، ومقتل أكثر من 400 ألف، وتهجير 11 مليون سوري، ونتائج الحرب الفظيعة في كل من العراق واليمن.
وشدد سايمون على أن تخفيف التوتر في الصراع السعودي الإيراني ستكون له انعكاسات إيجابية على أغلب ملفات الصراع في المنطقة.
وحمل الباحث المؤسسات الدينية جزءاً من المسؤولية في إشعال الصراعات الدينية والطائفية في المنطقة، مؤكداً أن تسييس الخطابات والفعاليات الدينية أدى إلى تعميق الانقسامات المشبعة بالكراهية.
واعتبر سايمون تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) شكلاً من أشكال الإسلام السلفي الذي يتسم بالعنف وأنه صورة أصولية خالصة تتسم بالتعصب والعنف، مشيراً إلى أن توسيع الحريات ونشر ثقافة احترام الآخر ورفع الاضطهاد عن الشعوب في منطقة الشرق الأوسط، كفيل بالحد من التحاق العديد من الأفراد إلى هذه التنظيمات المتطرفة.