الخليج في أسبوع: قطر تستعد لأول انتخابات في تاريخها والسعودية الثانية عالميًا في الأمن السيبراني

تميّزت أخبار الخليج لهذا الأسبوع بأحداث سياسية ساخنة على المشهد (25 يونيو/حزيران – 2 يوليو/تموز2021). وإذ لا زالت فصول الأزمة السياسية المحتدمة في الكويت مستمرة دون وجود مؤشّرات إنفراج في الأفق، تبدو البلاد مقبلة على تصعيد أكبر في ظلّ توتر العلاقة بين مؤسسة الحكم ممثلة بأمير الكويت والمعارضة التي ترى أن أمامها فرصة لإحداث تغييرات في نظام الحكم. في قطر، تشارف الإجراءات التنظيمية لأول انتخابات لمجلس الشورى في تاريخ البلاد على الاكتمال خاصة مع موافقة مجلس الوزراء القطري على عدة مراسيم مُنظمة للعملية الانتخابية.

فيما يخص الإمارات والبحرين، تصدرت أخبار اللقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، يائير لابيد، المشهد السياسي فيهما لهذا الأسبوع.

أما صحيًا وفيما يتعلق بجائحة Covid19، شهدت سلطنة عمان والإمارات إرتفاعًا ملحوظًا في أعداد الإصابات في فايروس كورونا ما ينذر بخطر موجة جديدة أشد خطورة في البلدين.

الكويت

هزّت الكويت جريمة مروعة، حيث لقيت سيدة مسنة مصرعها داخل منزلها طعنًا بالسكين على يد ابنها الذي قتل أيضا شرطيًا في وقت لاحق. وارتكب الشاب سوري الجنسية جريمته بحق أمه الكويتية داخل منزلهما بمنطقة القصور، ثم لاذ بالفرار إلى أن أوقفه شرطي سير لتحرير مخالفة له فطعنه بالسكين حتى فارق الحياة في الشارع العام. ولاقت الجريمة تفاعلا ملحوظًا على وسائل التواصل الإجتماعي مع نشر مقطع فيديو للشرطي المقتول وما تلا الأمر من إستياء الكثيرين، إنطلاقًا من مبدأ حماية خصوصية الضحية، واحترام مشاعر عائلته خاصة أن شقيقة الشرطي عبدالعزيز محمد الرشيدي طالبت بعدم تداول مقاطع فيديو جريمة “المهبولة” ونشرها.

سياسيًا، لا تزال الكويت تعيش أزمة حادّة دفعت الأمير نواف الأحمد الصباح إلى التلويح بخيارات تضع “المتجاوزين عند حدّهم” حسب تعبيره، قد تصل إلى حدّ تعليق الدستور وتعطيل عمل مجلس الأمّة بحسب ما علق بعض السياسيين والمراقبين. من جهة أخرى، تستعدّ المعارضة لخطوات تصعيدية في الشارع، بعد جلسة الثلاثاء التي أقرّ فيها مجلس الأمة ميزانية 2021 – 2022.

وفي لهجة تحذيرية للمعارضة، قال الأمير نواف، الذي غادر الكويت في رحلة علاجية إلى ألمانيا ثمّ أوكرانيا، تاركاً البلاد بإدارة ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، أن “الكويت وأهلها أمانة في رقبتي، وخطّ أحمر لن نسمح بتجاوزه بأيّ حال من الأحوال. ولدينا من الإجراءات والخيارات ما يضع كلّ مَن يتجاوز عند حدّه». سبق ذلك اجتماع للأمير مع وفد من “جمعية الإصلاح” التي تُمثّل “الإخوان المسلمين”، تجمّع المعارضة الرئيس في مجلس الأمة، ووُصف بأنه سلبي، حيث امتنع الديوان الأميري عن توزيع صورة للقاء، في إشارة إضافية إلى الإستياء الحاصل.

أما فيما يخص إجراءات فايروس كورونا، أعلنت وزارة الداخلية الكويتية عن فتح المنافذ البرية والبحرية اعتبارا من الساعة 12 ظهرًا حتى الساعة الـ 12 من منتصف الليل من كل يوم للمواطنين وأقربائهم من الدرجة الأولى ومرافقيهم من العمالة المنزلية المحصنين ممن تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المعتمدة لدى دولة الكويت.

السعودية

نشر “معهد واشنطن لدراسات الخليج”، تقريراً تناول فيه إصدار محكمة عسكرية سعودية حكماً بإعدام القائد السابق للقوات السعودية في اليمن، الفريق الركن فهد بن تركي بن عبد العزيز، بتهمة “الخيانة العظمى” على خلفية محاولة انقلاب على الملك سلمان ووليّ عهده، في وقت يواجه فيه الأمير محمد بن سلمان معارضين أقوياء في السجن والمنفى، أبرزهم ابن تركي.

وأضاف تقرير “معهد واشنطن”  أن المعهد تمكن من الحصول على وثائق صادرة عن وزارة العدل السعودية تشير إلى أن الإتهام الصادر بحق ابن تركي، يتعلّق بتحويل مئة قطعة أرض مخصّصة للسكن تبلغ مساحتها مجتمعة نحو كيلومتر مربع، إلى أولاده الأربعة، عبد العزيز وأخواته الثلاث، في عام 2014، خلال حكم جدّهم عبد الله.

وفي سياق متصل، قالت شبكة “NBC News” أن إدارة بايدن تتعرض “لضغوط متزايدة لمساعدة رئيس مخابرات سعودي سابق يُنسب إليه الفضل في إنقاذ حياة الأميريكين الذي احتجزته الحكومة السعودية في البداية خلال إدارة ترامب”. وفي إشارة إلى ولي العهد السعودي السابق، الأمير محمد بن نايف. “يزعم مصدران مطلعان أنه تعرض للإيذاء الجسدي لدرجة أنه أصبح غير قادر على المشي دون مساعدة”. كما أفادت الشبكة أنه من غير الواضح ما إذا كانت إدارة بايدن قد تدخلت وراء الكواليس، لكن ظروف اعتقال بن نايف تحسّنت أخيرًا وسمح لأفراد أسرته برؤيته.

في مجال الأمن السيبراني، حققت السعودية إنجازًا مهما، بعد حصولها على المركز الثاني عالميًا من بين 193 دولة، والمرتبة الأولى في الوطن العربي والشرق الأوسط وقارة آسيا، وفقًا للمؤشر العالمي للأمن السيبراني الصادر عن وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المعروفة بـ “الاتحاد الدولي للاتصالات”.

الإمارات

عسكريًا، كشف عضو لجنة الدفاع البرلمانية في إيطاليا، ماتيو بيريجو دي كريمناغو، في حديث لموقع “Defense News”، أن الإمارات منحت إيطاليا مهلة حتى 2 يوليو/تموز لغادرة قواتها قاعدة المنهاد الجوية في سياق الرّد على قرار إيطاليا حظر توريد الأسلحة إلى الإمارات بسبب التجاوزات في حرب اليمن.

سياسيًا، أفادت قناة “كان” العبرية، بأن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، وصل إلى أبو ظبي في أوّل زيارة رسمية لوزير إسرائيلي بعد تشكيل الحكومة الجديدة إلى الإمارات. ودشّن لابيد خلال زيارته، السفارة الإسرائيلية في أبو ظبي، والقنصلية في دبي، لتكون أوّل سفارة إسرائيلية علنية في الخليج. وفي نفس السياق، عبر وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان في مقابلة خاصة أجراها مع موقع “واللا” العبري عن إعجابه بكون حكومة لابيد – بينت متحمسة تجاه العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي كما عبر عن خيبته من إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بسبب عدم دفع الأخيرة إلى إحقاق اتفاقات ابراهام، مشدداً على أن “التحدي القائم حالياً هو إدخال السلطة الفلسطينية في مسار التطبيع في المنطقة”.

صحيًا، أعلنت الإمارات أن الإصابات الجديدة بفيروس «كورونا» في البلاد تأتي في معظمها من سلالات أشد عدوى، ما أدى إلى زيادة عدد الوفيات المرتبطة بالفيروس رغم حملات التطعيم الكبرى التي تشهدها البلاد.

قطر

إتخذ مجلس الوزراء القطري إجراءات جديدة لاستصدار قانون انتخاب مجلس الشورى حيث وافق المجلس على مشروع مرسوم تحديد الدوائر الانتخابية ومناطق كل منها، كما وافق وزير الداخلية على تسمية رئيس واعضاء لجان الإنتخاب وتشكيل لجنة المرشحين ولجنة الناخبين وتحديد مصادر تمويل الإنفاق على الدعاية الانتخابية.

إقتصاديًا، وقّعت شركة قطر للبترول صفقة ضخمة لبيع الغاز الطبيعي إلى الصين، تتضمن تزويد المحطات الصينية بـ 10 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال على مدى 10 سنوات. ومن المقرر أن يتم البدء في تنفيذ الصفقة خلال يناير/ كانون الثاني 2022.

البحرين

التقى وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، نظيره البحريني، عبد اللطيف بن راشد الزياني، في إطار زيارتهما لروما للمشاركة في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد “داعش”.

ونقلت”وكالة أنباء البحرين” أن لابيد أكد “أهمية الدفع بالعلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب لتعزيز العلاقات بين البلدين على الأصعدة كافة خدمة للمصالح المشتركة، مشيراً إلى اهتمام دولة إسرائيل بتنمية وتطوير التعاون الثنائي مع مملكة البحرين في مختلف المجالات”.

أيضًا، أشار المتحدث باسم الحكومة البحرينية، إلى أن وزير الخارجية البحريني يتطلع للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف من أجل تطوير التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات مثل الاقتصاد والصحة والثقافة والسياحة. وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف، سيعقد جلسة مباحثات مع نظيره البحريني، عبد اللطيف الزياني، في الثاني من شهر تموز/يوليو المقبل، في العاصمة الروسية موسكو، يبحثان خلالها الأوضاع في سوريا وفي منطقة الخليج.

سلطنة عمان

شهدت السلطنة تدهورًا صحيّا، حيث أعلنت وزارة الصحة العمانية، عن تسجيل زيادة قياسية في عدد الإصابات والوفيات جراء تفشي فيروس كورونا، فوصلت حالات الوفاة إلى 119 حالة وسُجلت 5517 إصابة جديدة خلال 3  أيام، كما ارتفع عدد المصابين الذين يتلقون العلاج في العناية المركزة إلى 489 شخصًا.

منشورات أخرى للكاتب