الخليج في أسبوع: الإمارات تستعين بدفاعات أمريكية والكويت تحمل مبادرة إلى لبنان

(22-  28 يناير/ كانون الثاني 2022)

مع استهداف جماعة “أنصار الله” الحوثيين العمق الإماراتي يوم الاثنين الماضي، في عملية استهدفت مواقع في دبي وأبوظبي، أفادت وكالة “أسوشييتد برس” نقلاً عن مسؤول أميركي، بأن الجيشين الأميركي والإماراتي أطلقا صواريخ اعتراضية خلال الهجوم اليمني الصاروخي الأخير الذي استهدف مواقع في الإمارات. كما ذكرت الوكالة نقلاً عن قيادة القوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط، أن القوات الأميركية والبريطانية المتمركزة في قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي، احتمت داخل الملاجئ خلال الهجوم.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية​، أنها نجحت في “صد أكثر من 90% من الهجمات القادمة من ​اليمن​ على ​السعودية​ و​الإمارات​”. كما نصحت مواطنيها بعدم السفر إلى الإمارت إذا لم يكن هناك ضرورة ملحة. وأشارت مندوبة الإمارات الدائمة في الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” إن بلادها لا تزال في حاجة إلى المزيد من دعم الولايات المتحدة لاعتراض صواريخ الحوثيين. وشددت الدبلوماسية الإماراتية على أن بلادها ستواصل “مسار خفض التصعيد والدبلوماسية، لكن في نفس الوقت نحتفظ بالحق في الدفاع عن أنفسنا بشكل كامل دفاعيا وهجوما في المنطقة”.

من جهتها، أدانت الإمارات استهداف “أنصار الله” اليمنية لمواقع في أبو ظبي والسعودية، مؤكدة في بيان لوزارة الخارجية أنها تحتفظ بحقها في الرد، وأن أمن الإمارات العربية المتحدة وأمن المملكة العربية السعودية كلّ لا يتجزأ، وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار فيها.

هذا وأجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، مباحثات في الإمارات مع الشيخ محمد بن راشد مكتوم رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، إضافة إلى ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وحسب بيان رئاسي مصري، بحث السيسي خلال المباحثات الرباعية “تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، وسبل تعزيز التنسيق والتعاون بين الأشقاء لدفع آليات العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الراهنة”. وصنفت وسائل الإعلام الإماراتية القمة الثلاثية بأنها قمة تضامنية مع الإمارات بعد هجمات الحوثيين.

من جانب آخر، وفي أول خطوة دبلوماسية منذ اندلاع الأزمة الخليجية اللبنانية، زار وزير خارجية الكويت أحمد ناصر المحمد الصباح لبنان، السبت 22  يناير/ كانون الثاني، مقدمًا للسلطات اللبنانية مبادرة تهدف لنزع فتيل الأزمة مع بعض دول ​الخليج​، تشمل الالتزام باتفاق الطائف​ وتنفيذ قرارات ​مجلس الأمن​ وإجراء الانتخابات في موعدها. الوزير الكويتي صرّح بعد لقائه رئيس الحكومة ​​نجيب ميقاتي​​، “أحمل 3 رسائل أولها التعاطف مع الشعب اللبناني، وثانياً أن لا يكون لبنان منصة للتهجم على الدول العربية والخليجية، وثالثاً أن يلتزم لبنان بالاصلاحات المطلوبة منه”. ومن المرتقب أن يتعاطى لبنان بشكل إيجابي مع المبادرة الخليجية الكويتية ما عدى البنود المتصلة بتنفيذ قرارات ​مجلس الأمن الدولي​، 1559 و1701 و1680، والقرارات الدولية والعربية ذات الصلة، ذلك لأن بعض هذه البنود موضوع خلافي بين اللبنانيين أنفسهم، وبعضها مرتبط بتسويات إقليمية. هذا وأشارت تسريبات وردت في صحيفة القبس الكويتية عن أنّ وزارة داخلية الكويت تدرس إعادة فتح تأشيرات أبناء الجالية اللبنانية خلال الأسبوع المقبل، وذلك بعد توقف دام لنحو 3 أشهر على خلفية الأزمة.

في إيران، تسلَّم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعوةً رسميةً من أمير دولة قطر، من أجل المشاركة في قمة الدول المصدِّرة للغاز، وذلك خلال استقباله وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. واعتبر رئيسي أنّ أولوية السياسة الخارجية الإيرانية في العهد الجديد هي “تطوير العلاقات والتعاون مع دول المنطقة ودول الجوار، وتعميقها”، لافتاً إلى أنّ “طهران ترى أنّ التعاون الإقليمي يصبّ لمصلحة السلام والأمن والتنمية لشعوب المنطقة”. وفي إشارة إلى فرص التعاون بين طهران والدوحة، أعرب الرئيس الإيراني عن استعداد بلاده لـ”تفعيل كل المجالات من أجل تنمية التعاون، ثنائياً وإقليمياً، لمصلحة البلدين”. من جانبه، قال وزير الخارجية القطري إنّ بلاده “عازمة على مضاعفة جهودها من أجل تعزيز مستوى العلاقات بالجمهورية الإسلامية، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية”. وأشار وزير الخارجية القطري إلى أنّ قطر تتفق أيضاً مع إيران على أنّ “وجود القوات الأجنبية في المنطقة له آثار سلبية”، معرباً عن اعتقاده أنّ “دول المنطقة يجب أن تسلك طريق السلام والتقدم بالاعتماد على التعاون الإقليمي”.

هذا و كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن موعد زيارته المرتقبة إلى الإمارات في 14 فبراير/ شباط القادم، دون إشارة إلى موعد زيارته إلى السعودية، متوقعا فترة جديدة من التعاون الإقليمي على أساس المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة.

في الكويت، واستتباعًا لقضية التحاق النساء في الجيش، قرّر نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الكويتي، حمد جابر العلي، اعتماد إلحاق النساء بالجيش وفق ضوابط هيئة الإفتاء الرسمية في البلاد. وأفادت وكالة الأنباء الكويتية “كونا”: تمثّلت الشروط في موافقة وليّ الأمر أو زوجها، والالتزام بالحجاب الشرعي، والعمل في التخصّصات الطبية والتمريضية والمجالات الفنية والخدمات المساندة، وعدم القيام بالتدريبات العسكرية الميدانية، وعدم حمل السلاح، ويكون القبول عند الحاجة لسدّ الشواغر المطلوبة.

اقتصاديًا، ارتفع فائض الميزان التجاري السلعي لقطر في عام 2021 بنسبة 131% على أساس سنوي إلى 215.6 مليار ريال وفق بيانات جهاز التخطيط والإحصاء القطري. أما في الكويت، فخفضت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني تصنيف الكويت إلى (AA-) من (AA)، وذلك على خلفية مواجهة البلاد مشاكل هيكلية تساهم “القيود السياسية” في تأخير معالجتها. من جانب آخر، دشّنت سلطنة عُمان أكبر محطة إنتاج للطاقة الكهربائية النظيفة في البلاد، بتكلفة استثمارية تقدّر بنحو 155 مليون ريال عُماني (403 ملايين دولار) وبسعة 500 ميغاوات. المحطة التي تحمل اسم “عبري” أقيمت على مساحة 13 مليون متر مربع، وتستخدم نحو مليون و500 ألف لوح شمسي ثنائي الوجه، وما يزيد على 7 آلاف كيلو متر من الكابلات، فضلا عن 1812 روبوتا لتنظيف تلك الألواح.

أخيرًا، ذكرت وكالة رويترز أن محققين فرنسيين يستعدون للسفر إلى السعودية قريبا في إطار تحقيقهم في استهداف مواطنين فرنسيين خلال سباق رالي دكار. وفتح ممثلو الادعاء الفرنسيون في مكافحة الإرهاب تحقيقا أوليا هذا الشهر بخصوص انفجار وقع أسفل سيارة في السباق في نهاية كانون الأول وأصيب خلاله سائق السباق الفرنسي فيليب بوترون بجروح بالغة. هذا وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن “ثمة فرضية” بأن الحادث الذي أصيب فيه بوترون “كان هجوما إرهابيا”.

منشورات أخرى للكاتب