الخليج في أسبوع: التوتر يعود لـ”أمة” الكويت ومناعة القطيع تفشل في البحرين والإمارات

تنوعت الأخبار في الخليج هذا الأسبوع (حتى الجمعة 4 يونيو 2021) بين سياسية ومالية وصحّية. فمع رفع جلسة مجلس الأمة الكويتي يوم الخميس، عاد التوتر بين الحكومة ومجلس الأمة في الكويت. في المقابل، تراجع منسوب التوتر في سلطنة عمان بعد أسبوعين من الاحتجاجات والمظاهرات المطلبية وذلك بعد أن أعلنت وزارة الصناعة والتجارة عن 50 فرصة استثمارية مصحوبة بطلب السلطان توفير 2000 فرصة عمل في القطاع العام والقوى المسلحة.

المفاوضات بين الأطراف اليمنية والمملكة العربية السعودية أخذت الحيز الأكبر من أخبار المملكة تزامناً مع زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث إليها. أما قطر فلا زالت منغمسة في تقريب وإعادة علاقتها مع مصر بعد سنوات من الخلاف والقطيعة.

مالياً، ارتفع سعر برميل النفط إلى أكثر من 70 دولارا، وهو أمر يعد إيجابياً لجميع دول الخليج النفطية المنهكة مالياً واقتصادياً.

صحّياً، سجلت كل من الإمارات والبحرين أعداداً مرتفعة بإصابات كورونا رغم النسب العالية من تلقي التطعيم.

الكويت:

عاد التوتر بين مجلس الأمة والحكومة إلى الواجهة بعد أن رفع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الجلسة الخاصة يوم الخميس 3 يونيو 2021 لعدم حضور الحكومة وفق المادة 116 من الدستور، وسبق أن نجحت القضية الفلسطينية في كسر هذا الجمود الأسبوع الماضي فانعقدت جلسة خاصة لمجلس الأمة في 29 مايو لدعم فلسطين ونتج عنها عدة توصيات أبرزها تعديل قانون المقاطعة بتغليظ عقوبة التعامل مع إسرائيل. وفي سياق متصل استقبل الأمير الكويتي نواف الأحمد الجابر الصباح، الثلاثاء، رئيس الوزراء الفلسطيني مؤكداً له التزام الكويت بالقضية الفلسطينية. كما زار ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح السعودية نهار الثلاثاء في أول زيارة له منذ تنصيبه والتقى بنظيره ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

مالياً ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 38 سنتا ليبلغ 69,32 دولارا أمريكيا.

سلطنة عمان:

دشنت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بسلطنة عُمان، يوم الإثنين، 50 فرصة استثمارية في القطاع الصناعي، ستُسهم -بحسب الإعلان- في جذب استثمارات قيمتها 200 مليون ريال عُماني (حوالي 520 مليون دولار) في ترجمةً لرؤية “عُمان 2040” التي انطلقت مطلع العام الجاري، وتكاملاً مع خطة التحفيز الاقتصادي. كما زار وزير التجارة والصناعة العماني، قيس اليوسف، الرياض، تزامنا مع أنباء عن تحرّك خليجي لدعم مسقط. وفي محاولة لإخماد التظاهرات المحلية، طالب السلطان هيثم بن طارق، الأربعاء الفائت، السلطات المعنية، العمل على توفير 2000 فرصة عمل في القطاع الحكومي، وتوفير مليون ساعة للعمل الجزئي في المؤسسات الحكومية بمختلف القطاعات. وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الدفاع، أنها بدأت استقبال طلبات الباحثين عن عمل ممن تنطبق عليهم شروط التجنيد والالتحاق بالقوات المسلحة.

وللتذكير، اندلعت الاحتجاجات في السلطنة منذ قرابة الأسبوعين، بدايةً في مدينة صحار، ثم انتقلت إلى صلالة جنوب العاصمة مسقط، ومنها إلى مدن وولايات أخرى، من قبل آلاف العاطلين عن العمل والمسرّحين من وظائفهم على خلفية نسبة البطالة العالية. وشهدت المظاهرات حضوراً أمنياً مكثفاً واعتقالات لعشرات المتظاهرين.

في السياسة، تقدم سلطان عمان، هيثم بن طارق، يوم الأحد، بالتهنئة للرئيس بشار الأسد على إعادة انتخابه رئيساً للجمهورية العربية السورية، ما يعد أول تهنئة من دولة خليجية. أيضا ناقشت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، خلال زيارتها إلى العاصمة العمانية مسقط، آخر مستجدات الوضع الإنساني في اليمن مع رئيس الوفد التفاوضي لجماعة “أنصار الله” وأكدت ليندي التي زارت السلطة ضمن جولة إقليمية شملت أيضاً أجزاء من اليمن والسعودية، أنها بحثت مع المتحدث باسم الحوثيين ورئيس وفدهم، محمد عبد السلام “الوضع السياسي ووقف إطلاق النار والعملية السياسية”.

المملكة العربية السعودية:

في مستجدات الميدان، سيطرت قوات صنعاء نارياً على قرية الخوبة التابعة لمنطقة جيزان جنوب المملكة، تزامن ذلك مع مساعي المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، الذي نقل خلال زيارته العاصمة اليمنية رغبة السعودية في استمرار التهدئة في الحدّ الجنوبي. كما أجرى عقب انتهاء زيارته في السعودية، مفاوضات في سلطنة عمان مع رئيس الوفد التفاوضي لحركة “أنصار الله” الحوثية محمد عبدالسلام.

كذلك التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، الإثنين، وزيرة خارجية السويد آن ليندي، وجرى خلال الاستقبال بحث تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بما يخدم مصالح البلدين، كما استعرض الجانبان الجهود المشتركة لإنهاء الأزمة في اليمن وفقاً للقرارات الدولية، بالإضافة إلى مناقشة أبرز مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادل وجهات النظر حيالها. والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بنظيره ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح السعودية نهار الثلاثاء في أول زيارة له منذ تنصيبه. كما زار وزير التجارة والصناعة العماني، قيس اليوسف، الرياض، تزامنا مع أنباء عن تحرّك خليجي لدعم مسقط.

الإمارات:

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بزيارة سفير الإمارات في إسرائيل للحاخامات وطلبه “برَكة الحاخام” الرئيسي. فضلا عن تحدث معه عن اتفاقات إبراهام وضرورات السلام.

في المال والأعمال، أفاد المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي بأن الإمارة استكملت بنجاح طرح سندات سيادية ضمن شريحة بقيمة ملياري دولار أمريكي لمدة 7 سنوات، تعد الأولى من نوعها في المنطقة، وأضاف المكتب بأن السندات لاقت إقبالاً واسعاً من قبل المستثمرين من ذوي الدخل الثابت، بما في ذلك الشركات والمحافظ الاستثمارية الأمريكية، ما أسهم في توسيع قاعدة المستثمرين بشكل ملحوظ في الإمارة.

صحيا، أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، السبت، منح رخصة الاستخدام الطارئ لدواء جديد، قالت إنه “فعال” في العلاج من الإصابة فيروس كورونا، وتنتجه شركة غلاسكو سميث كلاين. وأضافت الصحة الإماراتية أن الإمارات أصبحت الأولى عالميًا في استخدام هذا الدواء، بعد تصديق وموافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على الاستخدام الطارئ له. يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار كثافة الإصابات بفيروس كورونا في البلاد.

البحرين:

في المال والأعمال، نالت العاصمة البحرينية المنامة لقب “المدينة الأكثر جاذبية” من الناحية المالية في العالم، تليها الرياض في المرتبة الرابعة، ومدينة الكويت في المرتبة السادسة، ومدينة أبو ظبي في المرتبة السابعة، ومدينة دبي في المرتبة الثانية عشرة، ومدينة مسقط في المرتبة السادسة عشر. وتأتي هذه النتيجة ضمن أحدث نسخة من المؤشر الدولي الصادر عن مؤسسة ” AIRINC “. ويعمل المؤشر على تصنيف 150 من أفضل المدن على المستوى الدولي وفقاً للجاذبية المالية وأسلوب الحياة والجاذبية الشاملة. فهو يجمع بين مستويات الرواتب المحلية ومعدلات الضرائب وتكاليف المعيشة وظروفها لتقييم مدى جاذبية كل مدينة للعيش فيها.

في السياسة، أعربت الحكومة الإسرائيلية، الإثنين، عن استيائها من دعم البحرين والسودان قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق في انتهاكات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

في الصحة، ارتفعت موجة الإصابات بفايروس كورونا بشكل كبير، بالإضافة إلى ارتفاع أعداد الوفيات، ما دفع السلطات المعنية إلى إلغاء الإجازات السنوية في المستشفيات الحكومية كافة حتى إشعار آخر وذلك على الرغم من حملة التلقيح الكبيرة التي شهدتها البحرين، وسط تشكيك في فاعلية اللقاحات المستخدمة. ويشار إلى أن البحرين قد اعتمدت بشكل رئيسي على لقاح سينوفارم الصيني. كما أعلن الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة يوم الخميس، توقيع اتفاقية تقضي ببناء مصنع في البحرين، لإنتاج لقاح “سبوتنيك في”، لإمداد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهذا اللقاح.

قطر:

في السياسة، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الثلاثاء، ووجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد  في المقابل دعوة للسيسي لزيارة الدوحة، ويعد ذلك ذوباناً للجليد بين مصر وقطر بعد الخلاف الذي استمر منذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وأضحى البلدان الآن يتبادلان عبارات “تطوير العلاقات الثنائية”.

أيضا صرحت لولوة الخاطر، مساعدة وزير الخارجية القطري والمتحدثة الرسمية باسم الوزارة، بأن الدوحة “منفتحة على لعب دور الوساطة بين أي من القوى الإقليمية، سواء بين واشنطن وحركة حماس أو إيران والسعودية لإيمانها بأهمية الوساطة لاستقرار السلم والأمن الدوليين”. وحول إمكانية استضافة مباحثات إيرانية-سعودية، أكدت المتحدثة باسم الخارجية القطرية أن “ذلك لم يطرح”، مضيفة “لكننا نرحب بهذا الأمر حيث أكدنا مرارا بأن الحوار مع إيران ضروري للتوصل إلى صيغة توافقية للتعايش السلمي في المنطقة تأخذ في الحسبان هواجس الدول الخليجية والعربية”.

في المال والأعمال، شهد منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، الخميس، توقيع مجموعة من الاتفاقات ومذكرات التفاهم بين روسيا وقطر، والتي تهدف لتحفيز العلاقات الثنائية، وخاصة التجارية والاقتصادية ومن أهم المسائل التي تطرح إطلاق خط ملاحة بحري مباشر بين موانئ روسيا وميناء حمد في قطر لإنعاش التجارة بين البلدين.

منشورات أخرى للكاتب