الخليج في أسبوع: محمد بن سلمان في جولة خليجية وطحنون بن زايد يبدأ عهداً جديداً بين أبوظبي وطهران

(4 – 10 كانون الاول/ ديسمبر 2021)

خلال جولة استثنائية، زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دول مجلس التعاون الخليجي، في محاولة لتمكين علاقته مع حلفائه في دول الخليج. هذا وتصدرت العلاقات مع إيران جدول أعمال الزيارة والتحضير لقمة الخليج، بينما يجري المجتمع الدولي جولات جديدة من المحادثات لإحياء الاتفاق النووي، وذلك بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

وافتتح ولي العهد السعودي جولته بوصوله إلى سلطنة عمان (الاثنين الماضي) حيث أجرى محادثات مع سلطان البلاد، ووقعا 13 مذكّرة تفاهم بقيمة استثمارات تبلغ 30 مليار دولار، شملت تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجدّدة والسياح، وتقنية المعلومات والتقنية المالية، وغيرها من القطاعات. إضافة إلى الإعلان عن افتتاح أول طريق بين السلطنة والمملكة، يبلغ طوله 725 كيلومترا. كما حضرت الأزمة الدبلوماسية اللبنانية على جدول أعمال ولي العهد في مسقط،  حيث شدد بيانهما المشترك على أهمية “إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان لأزماته، وألّا يكون لبنان منطلقاً لأيّ أعمال إرهابية أو إجرامية تزعزع أمن المنطقة واستقرارها” .

ويأتي هذا البيان بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للسعودية، والتواصل الهاتفي الذي جرى بين الأمير محمد بن سلمان ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلالها.

بعد ذلك، توجه ولي العهد السعودي إلى الإمارات حيث التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، وبحثا القضايا المشتركة بين البلدين وسبل تعزيزهم. أما ثالث محطاته الخليجية، فكانت قطر، وهي الزيارة الأولى له للدوحة منذ الأزمة الخليجية التي اندلعت في منتصف 2017 وانتهت بعد قمة العلا في يناير/كانون الثاني 2021. وفي استكمال لجولته الخليجية، وصل الأمير محمد بن سلمان (الخميس) إلى البحرين، حيث كان في استقباله الملك حمد بن عيسى آل خليفة. ويختتم ولي العهد جولته بزيارة الكويت اليوم الجمعة.

من جانب آخر، وفي زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول إماراتي رفيع المستوى إلى إيران منذ أن قلّصت الإمارات علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع إيران منذ عام 2016، إلتقى مستشار الأمن الوطني الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد -الذي وصل الاثنين الماضي السادس من ديسمبر/كانون الأول إلى طهران- الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، علي شمخاني، وناقش مع المسؤولين الإيرانيين القضايا الإقليمية والعلاقات بين البلدين. وأوحت الزيارة بإعادة تموضع تبشر بمكاسب سياسية واقتصادية، خاصة أنّ الإمارات تلعب دورا مهما في التجارة الخارجية للجمهورية الإسلامية، لأسباب مختلفة، منها القرب الجغرافي، والعلاقات التجارية التقليدية، ووجود عدد كبير من الشركات الإيرانية على أراضيها التي لها مكانة خاصة في عبور البضائع الإماراتية من إيران وإليها. تلى ذلك، تصريح المستشار الديبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، أن بلاده تأمل نجاح المحادثات النووية الجارية في فيينا بين إيران والقوى العالمية، معرباً عن رفضه لفرض مزيد من العقوبات على طهران في حال فشلت المفاوضات “لوجود عقوبات كافية بالفعل”. وأعرب قرقاش عن أمله في أن يقود نجاح المحادثات إلى اتفاق على حوار يساعد على ترسيخ الرؤية التي تحاول الإمارات تحقيقها لنشر الاستقرار والازدهار في المنطقة.

في الكويت، أصدرت وزيرة الأشغال العامة رنا الفارس، السبت، قراراً بـ”حظر مرور السفن التجارية المحمّلة ببضائع من إسرائيل وإليها عبر المياه الإقليمية الكويتية”.وينص القرار على “منع الوكلاء البحريين المسجلين في قسم الوكالات البحرية في وزارة المواصلات، من تقديم طلبات تصريح دخول سفن أجنبية”، وذلك وفق مرسومٍ أميريٍّ سابقٍ صدر عام 1957 نصَّ على مقاطعة “إسرائيل”.

اقتصاديًا، وبإجمالي إنفاق 204.3 مليارات ريال (56.12 مليار دولار)، أقر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قانون الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2022، بزيادة قدرها 4.9% عن موازنة العام الحالي 2021. وتقدر الموازنة إجمالي الإيرادات بنحو 196 مليار ريال (53.85 مليار دولار)، بزيادة قدرها 22.4% عن ميزانية 2021، في حين تقدر الموازنة الجديدة العجز بنحو 8.3 مليارات ريال (2.28 مليار دولار.( وبُنيت الموازنة العامة القطرية على أساس متوسط سعر نفط عند 55 دولارا للبرميل بسبب الانتعاش الملحوظ في أسعار الطاقة العالمية.

أيضًا، وافق البرلمان البحريني على مضاعفة ضريبة القيمة المضافة إلى عشرة بالمئة، في إطار خطط تزعم لإصلاح المالية العامة للبلد المثقل بالديون وبدورها قررت الإمارات جعل أسبوع العمل أربعة أيام ونصف اليوم بداية من يناير/كانون الثاني المقبل، لتتزامن مع الإجازة الرسمية للأسواق العالمية “لتعزيز الاقتصاد وجذب المغتربين”.

منشورات أخرى للكاتب