الخليج في أسبوع: أمير الكويت يدعو المعارضة لمراجعة حساباتها والحقوقية الإماراتية آلاء الصديق في ذمة الله

شهدت منطقة الخليج أسبوعًا حافلًا بالأحداث السياسية والدبلوماسية والإقتصادية (18 – 25 يونيو/حزيران 2021). تصدر المشهد الكويتي المتأزم الأحداث السياسية بعد اشتباك وتعارك بالأيدي بين نواب المعارضة والمقربين من الحكومة في جلسة اتسمت بالتوتر، انتهت بموافقة مجلس الأمة الكويتي على الميزانية الحكومية للسنة المالية 2021-2022. قبالة التشنج في الكويت، شهدت العلاقات السعودية والمصرية والقطرية تطورًا دبلوماسيًا مع تعيين سفيرين سعودي ومصري في الدوحة بعد سنوات من القطيعة مع اندلاع الأزمة الخليجية يونيو/حزيران 2017.

إقتصاديًا، ارتفعت الاستثمارات المباشرة الواردة إلى البحرين بمقدار 1.007 مليار دولار أميركي خلال العام 2020 وفقاً لتقرير الاستثمار العالمي 2021 الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد”، رغم تقلص الاستثمار المباشر بين دول العالم بنسبة 35% إلى تريليون دولار في عام 2020. من جانبها، أعلنت سلطنة عمان منح إقامة طويلة الأمد للأجانب بهدف جذب الاستثمارات، بعد فترة من المصاعب المالية جراء تفشي فايروس كورونا.

إنسانيًا، توفّيت الناشطة الحقوقية الإماراتية آلاء الصديق في لندن بعد حادث سير، الصديق كانت تشغل منصب المدير العام لمنظّمة “قسط” لحقوق الإنسان.

الكويت

لا زالت الأزمة السياسية في الكويت تزداد تأزمًا، وآخر فصولها كان نهار الثلاثاء، حيث شهدت قاعة مجلس الأمة الكويتي، تشابكًا بالأيدي بين النائبين حمود مبرك ومساعد العارضي على خلفية خلافات حول عقد جلسة خاصة لمناقشة مشروعات قوانين، حيث اعتبرت المعارضة طريقة عقد الجلسة مخالفة للدستور وذلك للتصويت على مشروع قانون يخص ميزانية الوزارات والإدارات الحكومية.

والجدير بالذكر أنّ المجلس وافق على الميزانية الحكومية للسنة المالية 2021-2022 بعد تصويت 32 نائبا من أصل 63 حضروا بالموافقة، منهم 50 من الأعضاء المنتخبين والوزراء في الحكومة. وتتوقع الميزانية التي اقترحتها الحكومة في يناير إنفاق 23.05 مليار دينار (76.65 مليار دولار) للسنة المالية التي بدأت في الأول من إبريل، وعجزاً قدره 12.1 مليار دينار. وصوت مجلس الأمة على مشروع قانون ربط ميزانيات الوزارات والإدارات الحكومية للسنة المالية الجارية التي تنتهي في مارس 2022.

أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حذر من العبث باستقرار البلاد عبر استغلال الديمقراطية الإيجابية، حسب تعبيره. وقال أمير الكويت لصحيفة “السياسة” الكويتية، الأربعاء: “نحن نراقب المشهد بكل دقة وروية، ونعطي الفرصة تلو الأخرى، لكن حين يصل الأمر إلى درجة الإضرار بالكويت وأهلها فلهؤلاء وغيرهم نقول راجعوا حساباتكم”. وأضاف: “نحن مؤمنون بنظامنا الديمقراطي ونفتخر به، ولن نسمح لأي كان أن يعبث بهذا النظام، فهو قائم على دستور واضح بمواده، ويرسم الحقوق والواجبات بكل وضوح من خلال سلطات تتعاون في ما بينها”، مشددا على أنه في حال الاختلاف هناك محكمة دستورية مسؤولة عن تفسير المواد محل الخلاف، وعلى الجميع احترام أحكامها.

صحيا، أعلنت الكويت، الاثنين، تسجيل أعلى حصيلة إصابات يومية منذ بدء تفشي فيروس كورونا في البلاد في فبراير 2020، ليصل العدد إلى 1935 إصابة جديدة، فيما سجلت 7 حالات وفاة.

البحرين

إقتصاديا، ارتفعت الاستثمارات المباشرة الواردة إلى البحرين بمقدار 1.007 مليار دولار أميركي في 2020 وذلك وفقاً لتقرير الاستثمار العالمي 2021 الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد”، الذي يرصد تدفقات الاستثمارات العالمية، ويحلل اتجاهات التجارة إلى جانب السياسات الحكومية الساعية إلى تعزيز التجارة الدولية. التقرير أشار إلى أن الاستثمار المباشر بين دول العالم قد تقلص بنسبة 35% إلى تريليون دولار في عام 2020. ورغم ذلك، فإن الاستثمارات المتراكمة في البحرين ارتفعت بنسبة 3.3% في العام الماضي إلى 31.7 مليار دولار. وبلغ حجم الاستثمارات المباشرة المتراكمة مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي للبحرين 92٪، وهي أعلى نسبة متحققة في دول مجلس التعاون الخليجي وتتجاوز المتوسط العالمي البالغ حوالي 49٪. وقد تركز هذا النمو في الاستثمار في عدد من القطاعات غير النفطية كقطاعات التصنيع والتعليم والرعاية الصحية وصناعات تكنولوجيا المعلومات.

سياسيا، وضمن آلية إعادة العلاقات وتسوية المسائل العالقة بين قطر والبحرين، تنفيذًا لبيان قمة العلا، صرّح وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني إن بلاده وجهت دعوتين رسميتين إلى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري لإرسال وفد قطري لعقد مباحثات ثنائية بين البلدين، وأن الدوحة لم ترد على هذه الطلبات.

الإمارات

أكدّ وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر على أن الحوار السياسي الليبي هو الحل الوحيد للأزمة هناك. وخلال ترأسه وفد دولة الإمارات في مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا على مستوى وزراء الخارجية، بمشاركة وزراء خارجية وكبار المسؤولين في عدد من دول العالم والمنظمات الإقليمية والدولية، أشار خليفة إلى ضرورة تحقيق التقدم في المسار الأمني بالتوازي مع المسارات الأخرى من خلال الالتزام بتطبيق جميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك فتح الطريق الساحلي، وإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وبشكل عاجل.

إنسانيًا، توفّيت الناشطة الإماراتية آلاء الصديق في بلد اللجوء القسري في لندن، مساء السبت، في حادث سير، بعدما كرّست حياتها للدفاع عن معتقلي الرأي في الخليج من موقعها كمديرة لمنظّمة “قسط” لحقوق الإنسان.

دوليًا، استنكر 35 برلمانياً فرنسياً، ترشح اللواء أحمد ناصر الريسي في الشرطة الإماراتية إلى رئاسة منظمة الشرطة الجنائية الدولية «الإنتربول». وأرسل أعضاء في البرلمان ومجلس الشيوخ من الأغلبية والمعارضة الفرنسية، مكتوباً إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، طالبوا فيه باريس بمعارضة ترشيحه بسبب شكوى في فرنسا تستهدفه بتهمة تعذيب الناشط الحقوقي الإماراتي أحمد منصور، بالإضافة إلى تهمة لعب دور قيادي في الاعتقال التعسفي والانتهاكات التي عانى منها العديد من نشطاء حقوق الإنسان.

السعودية

هنأ الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بمناسبة ذكرى توليه مهام الحكم.

من جانب آخر، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية بأن واشنطن قلّصت عدد منظومات الدفاع الجوية المضادة للصواريخ التي تنشرها في الشرق الأوسط حيث سحبت ما يقرب من ثماني بطاريات «باتريوت» من دول بينها العراق والكويت والأردن والسعودية. وهي تسحب أيضاً نظام «ثاد» المضاد للصواريخ عالية الارتفاع، من السعودية، وتقلّص عدد أسراب الطائرات المقاتلة التي تغطي المنطقة هناك. تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يخطط فيه الجيش الأميركي للانسحاب بشكل كامل من أفغانستان، وبعد أن خفضت الولايات المتحدة عديد قواتها في العراق بمقدار النصف.

قطر

الدبلوماسية طغت على أخبار قطر لهذا الأسبوع، حيث استقبل وزير الخارجية القطري (الاثنين) السفير السعودي الجديد لدى الدوحة، منصور بن خالد بن فرحان، وهو أول سفير بعد إنهاء المقاطعة الخليجية لقطر، كما أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الأربعاء) مرسومًا بتعيين عمرو كمال الدين بري الشربيني سفيرًا فوق العادة لدى الدوحة.

في اتصال هاتفي بينهما، هنأ أمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس الإيراني المنتخب حديثا، ابراهيم رئيسي، مستعرضًا معه سبل تطوير وتعزيز العلاقات بين ايران وقطر.

سلطنة عمان

إقتصاديًا، أعلنت سلطنة عمان، الخميس، منح إقامة طويلة الأمد للأجانب بهدف جذب الاستثمارات، بعد فترة من المصاعب المالية جراء تفشي فايروس كورونا. وبحسب وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العمانية، سيتم تدشين برنامج “إقامة مستثمر” الذي يمنح بموجبه المستثمرون والمتقاعدون الأجانب حق الإقامة الطويلة في السلطنة لمدة تتراوح بين 5 أو 10 سنوات قابلة للتجديد ابتداءًا من أيلول المقبل. هذا وتشهد السلطنة تراجعا إقتصاديا منذ أشهر على خلفية الإغلاقات المرتبطة بفيروس كورونا والانخفاض الذي أصاب أسعار النفط الخام في عام 2020.

صحيًا، أعلنت اللجنة العليا المكلّفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فايروس كورونا في سلطنة عمان إعادة حظر التجول الليلي وتعليق الأنشطة التجارية ابتداءا من يوم الأحد 20-6-2021.الجدير بالذكر أن الإصابات في عمان عادت للارتفاع منذ يناير المنصرم، خاصة كون السلطنة  تشهدت أبطأ حملة تطعيم في الخليج بسبب صعوبات الشراء.

منشورات أخرى للكاتب