أبرز 10 أحداث اتُّهِمَتْ فيها إيران بزعزعة أمن الخليج

نظام الجمهورية الإسلامية في إيران استعجل إطلاق مشروع “تصدير الثورة” واستفز عداءات الجيران واستنفارهم

رغم أن دول الخليج العربية لم تشارك مباشرة في الحرب العراقية الإيرانية، كان النظام الإيراني الجديد يتحين الفرص لتوبيخ كل الدول التي ساندت العراق في الحرب وإخضاعها

أتى نجاح الثورة الإيرانية عام 1979 في إسقاط نظام الشاه واستلام مقاليد الحكم لتُرفع الشعارات المعادية للسياسات التوسعية والإمبراطورية، إلا أن تلك الشعارات والوعود لم تُشفِ القلق المتعاظم لدى الشطر الغربي من حوض الخليج بأن تعاود إيران ذهنية الهيمنة والإخضاع والتمدد ببرنامج “تصدير الثورة” الذي يرى في دول المنطقة، وبينها دول الخليج العربية، أنظمة ديكتاتورية لابد من إبدالها بثورات شعبية داخلية ذات خط إسلامي.
كانت المنطقة حينها لم تكمل عقدها الأول من رحيل القوة العسكرية البريطانية بعد 150 عاماً من اتفاقيات الحماية التي أمَّنت لمشيخات الخليج السيادة في الحكم ووفرت لها ظروف تأسيس دول حديثة. وبالتزامن، الولايات المتحدة كانت تعوض تدريجياً الفراغ البريطاني في المنطقة. كانت مرحلة ثقيلة على دول الخليج العربية.
البحرين، بمساندة بريطانية، انتصرت (1970) في دحض مزاعم شاه إيران بتبعية البحرين لبلاده ونالت اعتراف المجتمع الدولي باستقلالها (1971). أما الإمارات فقد اضطرت مغلوبة لترتيب تفاهم (29 نوفمبر 1971) مع شاه إيران للتشارك في السيادة على جزيرة أبو موسى التي كانت تدار بواسطة العرب القواسم حكام الشارقة. بعد يوم من إعلان مذكرة التفاهم باشرت القوات الإيرانية بالسيطرة على جزيرة أبو موسى ثم الجزيرتين الأخريين برغم أن التفاهم لم يشملهما، وهي الجزر التي تطل على مضيق هرمز، بوابة الخليج وممر خمس الإمداد النفطي العالمي.
استعجل نظام الجمهورية الإسلامية في إيران إطلاق مشروع “تصدير الثورة” واستفز عداءات الجيران واستنفارهم. فسقوط عصا الشاه الذي أجاد دور شرطي الخليج لم يسعد دول الخليج العربية، فرغم تسيده عليها واستصغاره لها كان مرسوماً له من حلفائه الغربيين النطاق المسموح به للاستقواء والمناورة.
بالنسبة لأنظمة سياسية حديثة العهد وفقيرة القدرات العسكرية كان الخياران الأساسيان المتوازيان لمواجهة “الخطر الإيراني”، هما دعم نظام صدام حسين في حرب السنوات الثمان (1980-1988) التي شنها نحو إيران، وهي الحرب الأطول في القرن المنصرم، وخيار التكتل الجمعي في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية (1981) الذي ضم الدول الست، السعودية وعمان والإمارات وقطر والكويت والبحرين. ورغم أن دول الخليج العربية لم تشارك مباشرة في الحرب العراقية الإيرانية، كان النظام الإيراني الجديد يتحين الفرص لتوبيخ كل الدول التي ساندت العراق في الحرب وإخضاعها.
في حلبة النزاع الإقليمي، الذي يتوجه بمصالح سياسية، ويتلبس بهويات قومية وأحياناً مذهبية، اتُّهِمَتْ إيران بالتورط في أحداث أمنية تستهدف دول الخليج العربية أو تخترق سيادتها وتهدد أنظمة الحكم فيها. هذه أبرز عشرة أحداث:

1- 13 ديسمبر 1981: إلقاء القبض على 73 شخصاً يقال إنهم أعضاء في “الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين”، والتي تتخذ من طهران دعماً ومقراً لها، ويرأسها رجل الدين هادي مدرسي، وجهت لهم تهمة التآمر للإطاحة بنظام الحكم الأميري الوراثي في العيد الوطني للبحرين 16 ديسمبر.

2- 12 ديسمبر 1983: سلسلة تفجيرات استهدفت المطار ومنشآت كويتية وأجنبية إضافة إلى السفارتين الأميركية والفرنسية. وجهت الاتهامات فيها إلى حركة الجهاد الإسلامي وحزب الدعوة العراقي المدعومين من الحرس الثوري الإيراني. وقد أدين في تلك التفجيرات ونال حكماً بالإعدام لم ينفذ مصطفى بدر الدين قريب القيادي الراحل بحزب الله عماد مغنية. الحكومة الكويتية وصفت التفجيرات بأنها عملية إيرانية مركزة لتصدير الثورة وزعزعة الاستقرار في الخليج.

3- 25 مايو 1985: محاولة اغتيال فاشلة لأمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح جراء تفجير انتحاري بسيارة مفخخة اندفعت نحو موكب الأمير في طريقه للذهاب إلى مكتبه في قصر السيف، قُتل فيها اثنان من مرافقيه فيما أصيب الأمير بجروح طفيفة. تلقت إيران الاتهام بتدبير العملية عبر عناصر من حزب الدعوة العراقي متغلغلين في الكويت.

4- 24 أغسطس 1992: قامت إيران بدءاً من الثمانينيات ببرنامج تدريجي لفرض السيادة التامة على جزيرة أبو موسى تضمن إنشاء مطار وإقامة منشآت جديدة ونشر أنظمة صواريخ على الأراضي التابعة لدولة الإمارات، إضافة إلى التضييق على المقيمين في الجزيرة وإلزامهم بتراخيص تصدرها السلطات الإيرانية، فضلاً عن إطلاق تسمية “الخليج الفارسي” على عدد من الشوارع والمباني. مع حلول 24 أغسطس 1992، استكملت إيران سيطرتها على الجزء الباقي من جزيرة أبو موسى ومنعت رفع العلم الإماراتي.

5- 3 يونيو 1996: الحكومة البحرينية تقول إنها كشفت مؤامرة لقلب النظام يقف وراءها تنظيم “حزب الله – البحرين” المدعوم من إيران.

6- 25 يونيو 1996: انفجار صهريج مفخخ استهدف مجمعاً في منطقة الخبر شرق السعودية أسفر عن مقتل 19 عسكرياً أمريكياً وجرح نحو 500 آخرين من جنسيات متعددة. وجهت الولايات المتحدة والسعودية اتهامات إلى إيران بالتخطيط للهجوم الذي وقع.

7- 15 مارس 2011: ملك البحرين يعلن حالة السلامة الوطنية بعد يوم من دخول قوة سعودية إماراتية مشتركة للمساعدة في حفظ النظام إثر حركة احتجاجات واسعة تطالب بالتغيير كانت محط اتهام من الحكومة بالانقياد للتحريض الإيراني للتخريب وعدم الامتثال للقانون بغية قلب نظام الحكم. الاتهام فندته لجنة شكلها الملك لاحقاً للتحقيق في الأحداث استبعدت وجود علاقة واضح لإيران في تأجيج الأحداث. رغم ذلك استمرت التصريحات الرسمية في توجيه الاتهام لطهران بالتدخل في شؤون البحرين الداخلية.

8- 13 نوفمبر 2011: النيابة العامة البحرينية توجه لخمسة مقبوضين اتهامات بالتنسيق مع جهات عسكرية من بينها الحرس الثوري وقوات الباسيج بإيران للتدريب على استخدام الأسلحة النارية والمتفجرات فيما قالت وزارة الداخلة إن المتهمين خططوا لاستهداف منشآت حيوية في البحرين، من بينها السفارة السعودية وجسر الملك فهد الذي يربط البلاد بالسعودية، ومبنى وزارة الداخلية.

9- 28 يوليو 2015: حادث تفجير في جزيرة سترة جنوبي العاصمة البحرينية المنامة يودي بمقتل اثنين من رجال الشرطة. وزارة الداخلية ربطت المتفجرات المستخدمة بمواد تقول إنها ضبطتها خلال عملية تهريبها بحراً بمعية أسلحة وذخائر، وأن الحرس الثوري ضالع فيها.

10- 13 أغسطس 2015: وزارة الداخلية الكويتية تعلن ضبط عدد من المتهمين مع كمية كبيرة من الأسلحة عثر عليها في مزرعة بمنطقة العبدلي بالقرب من الحدود العراقية، والنيابة العامة توجه لهم تهماً بالتخابر لصالح إيران وحزب الله اللبناني.

منشورات أخرى للكاتب